محرر الاقباط متحدون
كانت علاقة البابا فرنسيس بسلفه محور كتاب يصدر غدا بالإسبانية هو حوار مع الأب الأقدس حول البابا بندكتس السادس عشر.
El Sucesor (الخلف)، هذا هو عنوان كتاب بالإسبانية هو بالأحرى حوار أجراه الصحفي الإسباني خافيير مارتينس بروكال مع قداسة البابا فرنسيس يتمحور حول سلفه البابا بندكتس السادس عشر، والذي وصفه الأب الأقدس بالشخص الوديع والمتواضع، مضيفا أنه رغم هذا لم يكن ضعيفا بل قويا. ويتوقف البابا فرنسيس في الكتاب، الذي يصدر غدا الأربعاء ٣ أبريل عن دار بلانيتا، عند علاقته بالبابا الفخري بندكتس السادس عشر مشيرا بشكل خاص إلى ما وصفه بصبر يوزيف راتزنغر والذي تركني أكبر، قال الأب الأقدس. وتابع مشيرا إلى أن بندكتس السادس عشر وفي حال كان هناك ما لا يراه جيدا كان يفكر كثيرا قبل أن يخبره به، كما ولم يكن البابا الفخري يتدخل أبدا، واصل البابا فرنسيس مضيفا أنه كان هناك في إحدى المرات قرار لم يستوعبه بندكتس السادس عشر فطلب مني إيضاحا وذلك بشكل طبيعي جدا قائلا: لا أفهم هذا، لكن القرار بيدك. وتابع البابا فرنسيس أنه أوضح للبابا الفخري مبررات قراره هذا.
ومن بين ما أشار إليه البابا فرنسيس في الكتاب الحوار أن بندكتس السادس عشر لم يحرمه أبدا من دعمه، وتَذكَّر الأب الأقدس كيف دافع عنه البابا الفخري في مناسبة بعينها. وتحدث قداسته عما وصفه بلقاء جميل جدا مع بندكتس السادس عشر بعد أن توجه إلى البابا الفخري بعض الكرادلة وقد فاجأتهم كلماتي حول الزواج، قال البابا فرنسيس، وتابع أن بندكتس السادس عشر كان واضحا جدا في حديثه إليهم. وواصل قداسته مشيرا إلى أن الكرادلة قد اتهموه خلال لقائهم سلفه بتشجيع زواج المثليين، وواصل أن البابا الفخري كان هادئا لأنه كان يعلم تماما ما هو رأيي، قال قداسته مشيرا إلى أن بندكتس السادس عشر قد أصغى إلى الكرادلة واحدا تلو الآخر ثم هدأهم وشرح لهم كل شيء. وذكَّر البابا فرنسيس بأن هذا قد حدث حين تكلم عن كون الزواج سرا ولا يمكن أن يناله المثليون ولكن يجب في المقابل توفير حماية ما على الصعيد المدني لهؤلاء الأشخاص.
هذا ويتحدث البابا فرنسيس في الكتاب من جهة أخرى عن لقائه الأخير مع البابا بندكتس السادس عشر وذلك في ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢، فقال إنه كان يرقد في الفراش وكان لا يزال واعيا لكنه لم يكن بإمكانه أن يتكلم. وتابع أن يوزيف راتزنغر كان ينظر إليه ويمسك بيده وكان يفهم ما أقول له، واصل الأب الأقدس. وتابع البابا فرنسيس أنه ظل لبعض الوقت بالقرب من البابا الفخري ناظرا إليه ومادا له يده، وأضاف أنه قد قال لسلفه بعض الكلمات بمودة ثم باركه، وهكذا كانت تحيتنا، قال الأب الأقدس.
ثم كانت الاستمرارية بين الحبريات من المواضيع التي يتطرق إليها الكتاب، وتحدث البابا فرنسيس في هذا السياق عن ملاحظته لدى البابوات الآخِرين استمرارية واختلافات في الوقت ذاته، وذلك لأن كل بابا قد قدَّم، في الاستمرارية، مواهبه الشخصية، وقد كانت هناك دائما استمرارية.
ومن الأسئلة التي أجاب عليها البابا فرنسيس في الكتاب سؤال حول الكتب التي صدرت تزامنا مع وفاة البابا بندكتس السادس عشر، وقال الأب الأقدس أن هذا قد سبب له ألما كبيرا مشيرا إلى صدور كتاب يوم جنازة البابا الفخري يروي أشياء غير صحيحة. وأضاف أن هذا لا يؤثر عليه إلا أنه شعر بالألم أمام استغلال شخصية سلفه بندكتس السادس عشر وإصدار الكتاب يوم جنازته، وأوضح أنه يعتبر هذا فعلا يفتقر إلى النبل والإنسانية.
هذا وتجدر الإشارة إلى كشف البابا فرنسيس للصحفي خافيير مارتينس بروكال أنه طلب إعادة النظر في كيفية تنظيم جنازات البابوات، وقال إن جسد البابا بندكتس الساس عشر كان الأخير الذي يتم عرضه بالشكل المعتاد قبل الصلاة الجنائزية، مضيفا أن البابوات يجب دفنهم كأيٍّ من أبناء الكنيسة، بكرامة مثل أي مسيحي آخر.