(1642- 1727 )

إعداد/ ماجد كامل
يحتل العالم  الرياضي والطبيعي الكبير أسحق نيوتن (1642- 1727 ) منزلة هامة وكبيرة في تاريخ العلم بصفة عامة وعلم الفيزياء بصفة خاصة نظرا لما تمثله اكتشافاته العلمية ونظرياته من أهمية كبري كونت نقلة  هامة في تاريخ العلم والحضارة ؛ أما عن أسحق نيوتن نفسه ؛فلقد في 25 ديسمبر 1642 ؛ ولقد ولد طفلا غاية في الضعف  حتي  أن أمه ذكرت أنه كان يمكن وضعه في أناء صغير ؛  وتلقي  تعليمه الأولي في أحدي المدارس الأنجليزية ؛ ولم تظهر عليه أي ملامح للنبوغ خلال فترة الدراسة ؛كما أشتكي منه المدرسون كثيرا ؛ فقامت والدته بإخراجه من المدرسة ؛,اهتمت بتعليمه بنفسها ؛ وهنا أخذ يقرأ كل ما تقع عليه يديه بشغف ونهم شديدين ؛وعندما بلغ الثامنة عشر من العمر التحق بجامعة كمبردج  ؛وهناك تأثر بمحاضرات أستاذ الرياضيات ويدعي "أسحق بارو" تأثرا شديدا ؛ولقد أدرك مستر بارو نبوغ تلميذه الشديد ؛فأحتضنه ورعاه رعاية علمية  شديدة  ؛ وبعد أن تخرج نيوتن من الجامعة خلف أستاذه بارو في تدريس علم الرياضيات ؛ وفيما بين عامي (1664- 1666) ؛  أكتشف نيوتن قانون الجاذبية ؛وجاء أكتشافه بالصدفة البحتة ؛اذ بينما كان يجلس تحت ظل شجرة ؛سقطت علي رأسه تفاحة ؛فأخذ يفكر ما هي القوة التي جعلت التفاحة تسقط علي الأرض يهذه الطريقة :ثم توالت اكتشافاته العلمية بعد ذلك ؛حيث ـأكتشف قوانين الحركة الثلاثة ؛وشرحها في واحد أهم كتبه وهو كتاب " الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية " وفي عام 1668 أخترع نيوتن أول تلسكوب عاكس ؛كما اكتشف ألوان الطيف السبعة ؛فإذا أخذنا منشورا ثلاثيا وسلطنا عليه ضؤا أبيض وأستقبلناه من الناحية الأخري لرأينا سبعة ألوان مختلفة هي : ( الأحمر – البرتقالي – الأصفر- الأخضر- الأزرق – البنفسجي ). كما أكتشف حساب التفاضل والتكامل ؛ وقام بشرح ظاهرة  المد والجذر ؛وحركة الأقمار والكواكب والمذنبات .

ولقد كرمته الحكومة الأنجليزية تكريما كبييرا فمنحته  الملكة " آن " لقب "سير " وكان ذلك عام 1705 ؛ ولقد حدث شيئا طريفا أثناء الاحتفال ؛ إذ مال مال اسحق نيوتن علي الملكة وقال لها "إني ألتمس من جلالتك طلبا صغيرا " فقالت له كل طلباتك مجابة يا سير أسحق ؛فرد عيها نيوتن " أعرف أن الرتبة التي أنعمت بها علي تلزم حاملها حضور جميع الحفلات الرسمية التي تقام في هذا القصر ؛وأملي الوحيد أن تعفيني من مثل الدعوات ؛لأني بطبيعتي لم أخلق لها " . فأبتسمت الملكة وقالت له "حسنا يا عزيزي السير ؛ ولو أن وجودك يشرفنا كثيرا ؛ولكني سأضع هذا الأمر في حسابي " فرد عليها نيوتن قائلا "شكرا لك يا صاحبة الجلالة ".  

 كما انتخب عضوا في الجمعية الملكية ؛ ثم  صار رئيسا لها ؛ كما تولي رئاسة دار سك العملة الملكية  عام 1699 ؛ ولقد عاش نيوتن أيامه الأخيرة  مع أينة أخته حتي توفي  في 31 مارس 1727 عن عمر يناهز الرابعة والثمانين من العمر . ولقد نحت فوق قبره تمثالا له بالحجم الطبيعي ؛وكتب عليه هذه العبارة باللغة اللاتينية ( هنا يرقد السير أسحق نيوتن ؛الفارس الذي تمكن بقوة عقل تكاد تكون غير مألوفة من أن يسبر أغوار الطبيعة وأن يكشف عن أسرارها وأن يفسر ظواهرها وأن يؤكد في فلسفته جلال الله .فليفتخر الأحياء أنه قام في العالم إنسان يباهي به الجنس البشري ويختال . ولد في 25 ديسمببر 1642 وتوفي في 31 مارس 1727 ).

وعلي الرغم من عظمة اكتشافت نيوتن ؛إلا أنه تميز بالتواضع الشديد  ؛فعندما مدحه أحد العلماء ؛رد عليه قائلا " أنا لا أعرف كيف سأبدو للعالم  ؛لكن بالنسبة لنفسي ـأبدو وكأنني لم أزد عن صبي يلهو علي الشاطيء  أقفز هنا وهناك مسليا نفسي  ثم أجد حصاة ناعمة ملساء ؛أو صدفة جميلة ربما أجمل من المعتاد  بينما المحيط الهائل من الحقيقة الذي يخفي كل ما لم يكتشف بعد  يقف ورائي " .   ".

ومن أقواله الجميلة أيضا التي تشهد بعظمة تواضعه "إذا كنت أري أبعد من الأخرين ؛فهذا لأني أقف علي أكتاف العمالقة " .كما كان  مؤمنا شديد الإيمان والتدين ؛فلقد شهد عن الكتاب المقدس فقال عنه (إننا نحسب كتاب الله أبلغ فلسفة ؛فإنني أجد فيه علامات أثبت علي صدقه مما في في تاريخ آخر) .   
                                                                                                                                                           
ولقد خلده الشاعر الأنجليزي الشهير ألكسندر بوب (  1688 – 1744 ) في أحدي قصائده فقال عنه " الطبيعة وقوانين الطبيعة  ترقد نائمة في ظلام المساء لكن الله قال : ليكن نيوتن ... وكل شيء سيغمره الضياء " .كما قال  عنه العالم الشهير ألبرت إينشتين (  1789- 1955 )     ) " كل ما تم في الطبيعيات النظرية بعد نيوتن ؛لم يكن سوي نموا طبيعيا لآرائه ".