محرر الأقباط متحدون
توجّه قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى سجن ريبيبيا للنساء في روما حيث احتفل بقداس عشاء الرب ورتبة غسل خلال أرجل ١٢ سجينة.
جاء ذلك وسط حشد من السجينات ورجال ونساء شرطة السجون، الموظفين المدنيين والمتطوعين الذين يعملون في هذا السجن.
وللمناسبة ألقى بابا الفاتيكان عظة عفوية قال فيها في لحظة العشاء هذه، هناك حدثان يجذبان انتباهنا. غسل الأرجل الذي قام به يسوع: لقد واضع يسوع نفسه، وبهذه البادرة جعلنا نفهم ما قاله: "ما جئت لأُخدَم، بل لأَخدُم". ويعلمنا درب الخدمة. أما الحدث الآخر – والحزين – فهو خيانة يهوذا الذي لم يكن قادرًا على الاستمرار في المحبة، ومن ثم قاده المال والأنانية إلى هذا الأمر السيئ. لكن يسوع يغفر كل شيء. يسوع يغفر دائما. هو يطلب منا فقط أن نطلب المغفرة. ذات مرة، سمعت سيدة عجوز حكيمة، من عامة الشعب كانت تقول "إنَّ يسوع لا يتعب أبدًا من أن يغفر لنا، ولكن نحن الذين نتعب من طلب المغفرة".
نطلب نعمه من الله
مختتمًا: لنطلب اليوم من الرب نعمة ألا نتعب من طلب المغفرة. جميعًا لدينا على الدوام إخفاقات صغيرة، وإخفاقات كبيرة - كل شخص منا لديه قصته الخاصة. لكن الرب ينتظرنا دائمًا بأذرع مفتوحة، ولا يتعب أبدًا من أن يغفر لنا. وخلص البابا فرنسيس إلى القول والآن سنفعل ما فعله يسوع: سنغسل الأرجل. إنها لفتة تلفت الانتباه إلى دعوة الخدمة. لنطلب من الرب أن يجعلنا ننمو جميعًا في دعوة الخدمة، شكرًا.
وترأس قداسة البابا فرنسيس صباح امس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان قداس الميرون في يوم خميس الأسرار بارك فيه زيت العماد وزيت المرضى وكرّس زيت الميرون، وقد تخللت الذبيحة الإلهية عظة للأب الأقدس استهلها بالقول"كانَت عُيونُ أَهلِ المَجمَعِ كُلِّهِم شاخِصَةً إِلَيه". يؤثِّر فينا دائمًا هذا المقطع من الإنجيل الذي يقودنا لكي نتخيّل المشهد: لكي نتخيّل لحظة الصّمت تلك التي كانت فيها الأنظار كلّها شاخصة إلى يسوع، في مزيج من الدّهشة والشكّ. ولكننا نعلَم كيف انتهى الأمر: بعد أن كشف يسوع انتظارات أهل وطنه الخاطئة، "ثارَ ثائِرُ الجَميع"، وخرجوا وطردوه خارج المدينة. كانت عيونهم شاخِصَة إلى يسوع، لكنّ قلوبهم لم تكن مُستعدّة لأن تتغيّر بكلمته. وهكذا أضاعوا فرصة الحياة.