د. أمير فهمى زخارى
الأمير محمد بن سلمان ، فضح أكذوبة مايسمى "الصحوة الإسلامية"، وكشف المستور واعترف بأن نشر السعودية للمذهب الوهابى لم يكن خالصا لوجهه الله ، ولا لخدمة الإسلام !!.. ولكن كان هذا إستجابة لمطلب أمريكى ، وتوظيفا للإسلام لخدمة أمريكا فى معركتها ضد الإتحاد السوفيتى !!..
جاءت هذه الاعترافات فى حديث خطير للأمير سلمان أدلى به لجريدة واشنطن بوست فى 22 مارس 2018
(إقرأ نص الحديث باللغة الإنجليزية بالأسفل)...
وقال بن سلمان أن أمريكا قد عقدت صفقة مع كل من السعودية ومصر وباكستان ، من أجل تسويق الفكر الدينى المتشدد وذلك لخدمة المصالح الأمريكية فى المعركة ضد الإتحاد السوفيتي !!
كان هذا الاعتراف الخطير بمثابة قنبلة مدوية وزلزال كبير وفضيحة كبرى .. وقد علقت الواشنطن بوست على هذه الفضيحة بالقول :-- "لقد تأكد الآن أن نشر الوهابية لم يكن سوى أداة من أدوات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي ، وأن كل هذه المصاحف ، وتلك المساجد ، وأغطية الرؤوس والدقون والجلاليب القصيرة .... إلخ ..
كل هذا لم يكن فى الحقيقة سوى مكياچ وأزياء تنكرية واكسسوارات للدور المطلوب تمثيلة فى فيلم الحرب الباردة !! وأن الشعوب الإسلامية كانت ألعوبة ساذجة فى لعبة سياسية قذرة ليس لها علاقة بالإسلام !!
•• بدأت القصة فى 27 ديسمبر 1979 عندما أقر مجلس الأمن القومي الأمريكي خطة بعنوان "الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد" كتبها "زبغنيو بريجنسكى" مستشار الرئيس چيمى كارتر لشئون الأمن القومي .. وعلى الفور بدأ بريجنسكى جولة فى الشرق الأوسط لاقناع قادة الدول الإسلامية بخطته ل"نصرة الإسلام ومكافحة الإلحاد"!!
بدأ بريجنسكى جولته بزيارة سرية للقاهرة فى 3 يناير 1980 حيث قابل أنور السادات ، ثم قابل الملك خالد فى جدة بالسعودية فى 4 يناير ، ثم قابل الرئيس الباكستاني ضياء الحق فى إسلام أباد فى 5 يناير ..
ويقول محمد حسنين هيكل فى كتابه "الحروب غير المقدسة" ص31 أن بريجنسكى دعا هذه الدول للقيام بدور قيادى فى الحرب ضد الاتحاد السوفيتى "الملحد" الذى غزا دولة إسلامية (أفغانستان)!! ،
وكان بريجنسكى يحمل معه خطة تفصيلية حدد فيها لكل دولة دورها فى تلك الحرب ، فمثلا هذه الدولة تقدم التمويل المالى ، وتلك الدولة تقوم بالتعبئة وتدريب المقاتلين ... إلخ .. والغريب إن من يقرأ ألفاظ وعبارات بريجنسكى ، يتصور أن هذا اليهودى كان أحد صحابة رسول الله الغيورين على الإسلام !! .. وقد نجح بريجنسكى فى إقناع الزعماء العرب بالموافقة على مشروعة والتحمس له دون قيد أو شرط !!
•• ويقول محمد حسنين هيكل أن بريجنسكى قدم للسادات 7 أسباب لاقناعة بالموافقة على خطته..
(أقرأ الأسباب ال7 بالأسفل)..
وقال هيكل أن لقاء السادات مع بريجنسكى استمر 3 ساعات ونصف ، ركز بريجنسكى خلالها على كل من الأزهر والإخوان المسلمين ، وقال أن كلاهما (الأزهر والإخوان) سيكون له دور كبير في الحرب ضد السوڤيت..
وقال بريجنسكى أن أهمية دور الأزهر ترجع لكونه المرجعية المقبولة من المسلمين ، بالإضافة أن كثيراً من قيادات الجهاد في أفغانستان هم من خريجي كليات الأزهر الذين مازالت تربطهم بالأزهر علاقات وثيقة (مثال ذلك برهان الدين ربانى ، وعبد رسول سياف)..
وأما بالنسبة للإخوان فقال بريجنسكى أن دورهم ربما يكون أكثر أهمية من دور الأزهر ، خصوصا أن لهم فروعا تابعة لهم في معظم الدول الإسلامية ، بالإضافة لأن أكبر القيادات فى أفغانستان ينتمون إلى جماعة الإخوان ( مثل القيادى الشهير عبد الله عزام مثلا)..
وشدد بريجنسكى على ضرورة التنسيق بين الأزهر والإخوان ، وطلب من السادات أن يقوم هو بنفسه بمهمة توحيد الجهود المشتركة بينهما (الأزهر والإخوان)، وفسر بريجنسكى ذلك باعتبار أن السادات يملك سلطانا على الأزهر ، وأن له علاقات طيبة بقيادات الإخوان..
وبالفعل قام هذا الثالوث (السادات والأزهر والإخوان) بالدور المرسوم له كما حدده بريجنسكى تماماً ..
وبدأ تنفيذ المخطط بتصريح للسادات قال فيه :-- "إن العالم لاينبغى أن يكتفى بإصدار بيانات الإدانة للإتحاد السوفيتي ، ولكن لابد من إتخاذ إجراءات عملية"..
وفي 1979/12/30 نشرت الأهرام فتوى مفتى الجمهورية الشيخ جاد الحق على جاد الحق دعا فيها مسلمى العالم لمساندة الثوار الأفغان ..
(بعد سنتين فقط أصدر السادات قرارا بتعيين الشيخ جاد الحق شيخا للأزهر)..
وأما بالنسبة لجماعة الإخوان فقد كانوا عند حسن ظن بريجنسكى بهم وأدوا دورا فاق ماكان مطلوباً منهم !!.. ففى الجامعات المصرية أشعل طلبة الإخوان حماس الطلاب وأقاموا المؤتمرات والندوات ، ونظموا حملات لجمع التبرعات بالمال والدم .. وأصدر مرشد الجماعة حامد أبو النصر ، أوامره للقيادى الإخوانى د.كمال الهلباوي بالتنقل بين أفغانستان وباكستان لمتابعة تنفيذ أوامر وتعليمات الجماعة ..
وقامت" لجنة الإغاثة" التابعة لنقابة الأطباء المصرية بقيادة د.عبد المنعم أبو الفتوح بتسفير كثير من الأطباء لأفغانستان ، وجمعت مبالغ ضخمة للمساهمة فى تدريب المقاتلين وتزويدهم بالسلاح والأدوية والسلع الغذائية ..
وفى كتاب "النوم مع الشيطان" لضابط المخابرات الأمريكية (CIA) "روبرت باير" يقول المؤلف أن الإخوان كانوا المورد الأكبر للمقاتلين فى أفغانستان، وكشف الكاتب بالتفصيل كيف استخدمت أمريكا الإخوان المسلمين للقيام بالأعمال القذرة فى دول عديدة وخاصة في أفغانستان !!
وكتب محمد حسنين هيكل فى مجلة "وجهات نظر" عدد فبراير 2000 أن مصر والسعودية قامتا بنقل 35 ألف مقاتل من 43 دولة إلى أفغانستان ..
•• وفى كتاب "العلاقات الخفية بين أمريكا والدول العربية" للكاتب "چون روبرت" (الكتاب موجود على النت ويمكن تحميله) يقول المؤلف أنه صدر فى السعودية أكثر من 300 فتوى من رجال دين رسميين (عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين) وشيوخ مستقلين وأكاديميين ودعاه ووعاظ ، إتفقت كلها على فرضية الجهاد بالمال والنفس فى أفغانستان !!
وختاما،
هذا مااعترف به الأمير محمد بن سلمان من أن قيام بلاده بالدعوة للأفكار الوهابية المتشددة لم يكن لخدمة الإسلام ، ولكن لخدمة أمريكا ومصالحها وحربها ضد الإتحاد السوفيتى !!
المصادر:
- الكاتب والمفكر محمود حسنى رضوان ..
- الأحاديث فى الصحف موجوده مع البوست ...