بقلم: مصطفى عبيد
صفعني صديقي بالسؤال اليومى الذى يدور بين الناس: أين المفر؟
التكفير أمامكم، والتخوين خلفكم، والهراوات والشتائم والتهديدات يمينكم، وعساكر النظام وسلاحه وعتاده وأموال الإخوان والسلفيين يساركم .
إن قُلتم كُذّبتم، وإن فَكرتم اُتهمتم، وإن كتبتم تلقفتكم أيدى الكتائب الالكترونية لعنّا وسبّاً وإخراجاً من الدين.
في التلفزيون الرسمى أنتم عملاء وخونة، وأمام الداخلية خارجون عن القانون، وعلى منابر المساجد زنادقة وفاسقون، وفى تقارير الجهات الأمنية مثيرون للشغب .
مرصودون ملعونون متهمون دائمًا وأبدًا. إن تظاهرتم احتجاجًا تظاهروا تأييدًا، ولو رفعتّم لافتة نقد أو عتاب سيرفعون ألف لافتة شكر وثناء وتعظيم .
إن حشدّتم ألفا سيحشدون ألفين، ولو جمعتم مائة ألف سيجيّشون مائتى ألف، وإن تحاورتم بعقل ردوكم بآيات الله، ولو استخدمتم التحليل والتفكير واجهوكم بمخططات التآمر والتلاعب لإسقاط الوطن.
إن لجأتم إلى القضاء سيشوهونه ويتهمونه بالعمالة ، وإن لجأتم إلى المنشورات لذبحوها على مقاصلهم ، ولو خرجتم إلى الشاشات لتفضحونهم لاتهموكم بالإثارة والدعارة .
يكرر سؤاله: ما الحل؟
معهم الرئاسة، والجيش، والمال، والنفوذ، والمساجد، والعدد، والعتاد، والطبل، والزمر، والعيون الحمراء، وجموع المصفقين، ولاعقو الاحذية. تخدمهم الحكومة بهيئاتها ووزارتها ومحافظينها وإدارتها المحلية. تمولهم التبرعات والصدقات والصناديق السرية والهبات العابرة للقارات والبحار.
كل الطرق تؤدى إلي مرشدهم القابع بجبل المقطم . يجلس الرجل وحوله الخدم والعبّاد وطالبو المكاسب، يملى أوامره، ويصدر تعليماته، ويطلق توصياته راسمًا الطريق لتمكين قبضتهم على الوطن .
ما الحل؟ وأين المفر؟ ومن المغيث؟
قلت له: سنكتب وسنكتب وسنكتب.
نقاوم بوردة حمراء حظائر القبح .. بأغنية بديعة .. بقصيدة شعر .. بابتسامة أمل .. بنظرة تحدى .. بنشيد بلادى .. ببراءة طفل إبتدائي .. بعزيمة عمال المناجم .. بصبرموسم الحصاد، بذكاء الفلاح الفصيح .
نقاوم بإبداع نجيب محفوظ .. ببهجة محمود فوزى .. بطرب عبد الوهاب ..ببراعة صلاح جاهين .. بعبقرية جمال حمدان .. باستنارة محمد عبده .. بشجن ليلى مراد .. بحداثة سلامة موسى .. بنزاهة مصطفى النحاس .. بإصرار سعد زغلول .. ببصيرة طه حسين .. بخفة دم سعاد حسنى .. بجمال محمود سعيد .. بلباقة مكرم عبيد .. بكاريزما عبد الناصر .
نحن الأقوى والأصلب والأوفق .
نمتلك مصر رغم ما يمتلكون، لأن مصر هى شاى العصارى، وقهوة الصباح، وعرّق الفلاحين، ودلع الصبايا، ولهفة المسافر عندما يعود بعد غربة. مصر جرس الكنائس، وصوت الآذان، وفسيخ شم النسيم ، وجرأة المتظاهرين ، ومقاومة الظلام .
قال لى : مجرد كلام . وستموتون قبل أن تستمتعوا بحدائقكم الحالمة.
قلت: ولو. علينا أن نقاوم القبح وليس علينا إدراك الجمال. نعمل ضد القهر ونناضل ضد الاستبداد لأن هذه مهمتنا.