د. أمير فهمي زخارى

النهاردة هاتكلم على أكثر مقالات الملكية انتشارا، وما كتب ضدها ... يا ترى هل هي مفاهيم مغلوطة عند البعض، وتاريخ مزيف يكتبه ويروج له خونه ومأجورين، لتجميل صورة الاحتلال او حكم الاجنبي لمصر، وان حكم الغريب أفضل من حكم المصريين لوطنهم. والا دى الحقيقة، وطبعا ساعد على رواج هذه الشائعات ما عانته البلاد خلال سنوات من اهمال وفساد. وها اترك الحكم لكم...
 
ومن هذه المقالات التي يرددها البعض:
1- ان الملك فاروق رفض التعامل مع منجم السكري ليحتفظ به للأجيال القادمة، وقال الملك فاروق عبارته الشهيرة " هذا من حق الأجيال القادمة حتى ينعموا في خير أجدادهم ويعلموا أننا لم نفرط في ثروات مصر". 
 
المصدر:" مصراوي 20 مايو 2015منقول من جريده اللطائف المصورة.
 
والرأي المضاد هو لأن الملك أغلق منجم السكرى وقتها، لان تكلفة استخراج الذهب من منجم السكري كانت عالية جدا، وكان ال 4 طن رمال تخرج 4 جرام ذهب فقط. وهذا ما نشرته الجرائد في 23 فبراير 1947.
 
المصدر: "جريدة صدى البلد تحت عنوان قصة إغلاق منجم السكري: إنتاج أوقية الذهب كان أكثر من ثمن بيعه بتاريخ 2 فبراير 2018".
2- ان الملك فاروق تنازل عن العرش سلميا وقدم مصلحة مصر عن المصلحة الشخصية، ولم يفكر فى استخدام القوة لقمع الثوار، ورأى ان عرشه لا يساوى قطرة دماء مصرية واحدة تراق للدفاع عنه!!.
 
والكلام ده طبعا غلط، لان ما كتبه “أحمد مرتضى المراغي” اخر وزراء داخلية الملك في مذكراته، باسم “شاهد على حكم فاروق” ان الملك حاول الاستعانة بالإنجليز لإنقاذه، وتم طرد مندوبة الذي التقي بمستر “كروسويل” القائم بأعمال السفير، والذي رد “كيف نساعد مجنونا”. وده طبعا لان الانجليز ما كنوش عارفين الاوضاع هاترسى على ايه، والمحتل دايما مع الكسبان. ودي شهادة وزير داخلية الملك.
 
المصدر: ملحق وثائقي كامل من الوثائق البريطانية التى ترصد أحداث الأيام الأخيرة للملك فاروق، منشور فى كتاب " سقوط نظام.. لماذا كانت ثورة يوليو 1952 لازمة؟ " للأستاذ محمد حسنين هيكل، الصادر عام 2002، عن دار الشروق، الملحق الوثائقي منشور فى الصفحات من 569 حتى 602 ... ولكي يهدأ المرضى بحساسية الأستاذ هيكل، أقدم لهم كتاباً أخر يعرض نفس الوثائق هو كتاب (سقط النظام فى 4 أيام.. ثورة 23 يوليو بالوثائق السرية) للأستاذ محسن محمد، الصادر عام 1992 عن دار الشروق، عبر صفحات الكتاب يعرض الأستاذ محسن محمد نفس الوثائق التى عرضها الأستاذ هيكل فى كتابه سالف الذكر ، والتى تثبت ان الملك فاروق طلب تدخلاً عسكرياً أجنبياً لحمايته وحماية عرشه.
3- مصر اقرضت بريطانيا العظمى: 
 
المصدر: اليوم السابع 6 ابريل 2012 " أعلن الدكتور أشرف صبري، الباحث المصري، استشاري طب الأعماق، اكتشافه عن وثيقة تؤكد أن مصر أقرضت بريطانيا 3 ملايين جنيه إسترليني، خلال الحرب العالمية الأولى 1917، كما أشار إلى أن الزعيم سعد زعلول ذكر هذا القرض فى مذكراته، وتمكن الباحث من الوصول إلى الأرشيف الملكي الإنجليزى، وسمح له بالاطلاع على الوثيقة وتصويرها بعد مرور أكثر من 50 عاما على كتابتها وهي عبارة عن تقرير لجنة اللورد ملنر وزير المستعمرات البريطانية آنذاك، والتى تؤكد حق مصر فى المطالبة بهذا الدين..
 
القصة أن الديون دى كانت قيمة تقديرية لما حصلت عليه بريطانيا بالقوة من محاصيل وسلع وخدمات ومقابل استخدام الأراضي المصرية أثناء الحرب العالمية الاولى سنة 1918 ومرت 34 سنة فى العصر الملكي ولم تطالب مصر بتلك الديون المزعومة واللى قرفونا بيها ولا إنجلترا عبرت العهد الملكي ورجعت الفلوس. ولم يجرؤ الملك بمطالبتها بالأموال حتى عزله. يعني مش غنى ولا كتر فلوس، لان الشعب كان جعان وحافي وقتها.
المصدر: روز اليوسف 10 ابريل 2021 الكاتب إيهاب البدوي.
 
4- اما اللي بيقولوا انهم ضد عبد الناصر علشان دخلنا في حروب ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، وله أيضا خطاياه من قمع وهزيمة اسماها نكسة. 
باقول لهم ان الملك دخل الجيش في حرب فلسطين 1948، وراح ضحيتها الكثير من الشهداء، واقحمنا هو وابائه في الحرب العالمية الاولى والثانية، وحروب العثمانيين، لدرجة ان نصف دول اوروبا بها مقابر، لجنود وضباط مصريين، ماتوا في حروب بالوكالة، او بالأصح ان حكام مصر حينها كانوا يجاملون الدول بدماء ابنائنا ...
 
وممكن تزور مقابر دول الكومنولث  وهاتجد أسماء جنود مصريين محفورة على مقابر عدة دول أوروبية مكتوبا عليها: «إنا لله وإنا إليه راجعون الحرب العالمية الأولي، الجيش المصري، اسم الجندى ورقم فرقته وموعد الدفن»...
 
أن شهداء الجيش المصرى الذين استشهدوا فى أوروبا فى أثناء الحرب العالمية الأولى والمدفونين حاليا بمقابر فى بلغاريا وشمال بلجيكا وفرنسا، بلغ عددهم مليونين ومائتى ألف جندى نصفهم شهداء.
 
5- اما قصة القاهرة أجمل من باريس والنظافة، والاناقة والكلام الحلو اللي بنسمعه، لازم ناخد بالنا ان الصفات دي لم تتوفر الا في الاحياء الراقية، كالزمالك وجاردن سيتي، واماكن اقامة الاجانب والاثرياء، وعلية القوم، لكن باقي الدولة ما كنش فيها حتى طرق اسفلت الا بالمديريات.
 
6- اما بقي اللي يقولك زمن الديموقراطية الجميلة، والحياة النيابية اللذيذة نقول له، علشان ايامها كانت المجالس تقتصر فقط على الاثرياء، ولابد للمرشح ان يمتلك اطيان واموال بالبنوك، حتى يتم قبول طلبه، يعني مش اي حد يبقى عضو مجلس نواب.
 
7- الحلاق كان يوناني والترزي ايطالي، فعلا دي حقيقة لكن كانوا انضف من المصري الحافي، وكانوا للباشوات والاعيان والانجليز، وجدك لو راح هناك يبقى رايح ينضف المكان. وفي النهاية وحتى نكون محايدين لازم نشكره ان في شهر فبراير1951 قام الملك فاروق بالتبرع ب 2000 جنيه لشراء احذيه للمصريين، بمناسبة عيد ميلاده، وبناءا على قراره أصدر حسين سري باشا رئيس الوزراء، بتشكيل لجنة مركزية لدراسة مشروع سمي في ذلك الوقت “بمشروع مكافحة الحفاء”. يعني المشروع القومي اللي تفضل الملك بيه على الشعب انه لبسهم حاجة في رجليهم الحافية. 
تحيا مصر.. تحياتي.