يزداد الطلب على الوقود من أجل التنقل والمواصلات

 
يشهد العالم ظاهرة غريبة وهي ارتفاع أسعار البنزين خلال فصل الربيع، فيما لا يجد كثيرون تفسيراً لهذه الظاهرة، حيث إن فصل الصيف والعطلات لا يكون قد بدأ حيث يزداد الطلب على الوقود من أجل التنقل والمواصلات، كما أن فصل الشتاء الذي يزداد فيه الطلب على الوقود من أجل التدفئة يكون قد انتهى.
 
وحاول تقرير نشره موقع "أويل برايس" الأميركي، واطلعت عليه "العربية نت"، تفكيك هذا اللغز والاجابة على هذا السؤال وتحليل الظاهرة، مشيراً الى أن أسعار البنزين آخذة في الارتفاع مع حلول فصل الربيع حيث ارتفعت بحوالي 0.30 دولار للغالون منذ بداية العام.
 
ويقول التقرير "إن هذا الارتفاع في الأسعار يحدث كل عام تقريباً، وفي الواقع، إذا رجعنا إلى الوراء للعام 2000، فإن المرة الوحيدة التي لم ترتفع فيها أسعار البنزين بين يناير ومايو كانت في عام 2020 فقط عندما أدت جائحة كورونا إلى انهيار أسعار النفط".
 
وفي الخريف يحدث العكس، حيث تنخفض أسعار البنزين كل عام تقريباً بين شهري أغسطس وديسمبر، ويميل الناس إلى ملاحظة ذلك خلال سنوات الانتخابات الأميركية، لاقتناعهم بأن الساسة يتلاعبون بأسعار البنزين من أجل البقاء في مناصبهم، بحسب ما يقول "اويل برايس".
 
ويشير التقرير الى أن "هناك سببا أكثر جوهرية وراء الارتفاع والانخفاض السنوي في أسعار البنزين، حيث إن هناك عاملا موسميا وراء التغيرات في أسعار البنزين".
 
ويلفت الموقع إلى أن وكالة حماية البيئة (EPA) في الولايات المتحدة تقوم بتنظيم خلطات البنزين بشكل استراتيجي موسمياً لتقليل الانبعاثات، خاصة تلك التي تساهم في الضباب الدخاني، بسبب تبخر البنزين. وتحقق وكالة حماية البيئة هذا التنظيم من خلال الحدود الموسمية لما يسمى "ضغط بخار ريد"، حيث إن معدلات التبخر تزيد عند درجات الحرارة المرتفعة وهو ما يعني أن الخلطات تختلف بين الربيع والخريف، ويتم التبديل استعداداً للصيف أو للشتاء.
 
ويقول موقع "أويل برايس" إن هناك سببان وراء ارتباط هذا التحول عموماً بارتفاع أسعار البنزين، أولاً، يعد إنتاج البنزين الصيفي أكثر تكلفة، وذلك بسبب مادة البيوتان التي تستخدم بشكل أكبر في خلطة الشتاء مما يجعل تكلفة البنزين أقل، بينما لا جدوى من استخدامها في خلطة الصيف ما يعني أن الخلطة الصيفية تكون أكثر تكلفة.
 
أما العامل الثاني الذي يساعد على زيادة الأسعار هو أن هذا التحول إلى الخلطات الصيفية يحدث مع بداية موسم الصيف الذي يرتفع فيه الطلب على البنزين، ما يعني الجمع بين ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الإمدادات وارتفاع الطلب، وهذه وصفة لارتفاع أسعار البنزين كل عام تقريباً.
 
ويخلص التقرير الى القول إن هناك عوامل خارجية عرضية مثل الأعاصير في خليج المكسيك، أو الأحداث الجيوسياسية، أو الوباء العالمي الذي يمكن أن يعطل هذه الاتجاهات الموسمية، ولكن في معظم الأحيان تتبع أسعار البنزين هذا الاتجاه الموسمي.