كان لدى منصة sgo قبل اختفائها 70 ألف مشترك.. وقد تقدموا بشكوى للجهات المختصة لتحصيل أموالهم
عملية نهب ونصب جديدة تعرض لها نحو 70 ألف مشترك مصري، حسب حصر مبدئي للضحايا، وذلك من قبل منصة إلكترونية استخدمت المراهنات في كرة القدم للحصول على أموال المودعين وتحقيق أرباح مالية.
وقامت المنصة التي تحمل اسم sgo بالطلب من المهتمين بتحويل أموال إلى حسابات محافظ مالية معينة، وأغرتهم بأنهم سيكسبون "المزيد من الأموال" لاحقاً، وذلك عن طريق المشاركة في مشاهدات مباريات معينة. وقامت بالفعل بإرسال أرباح رمزية في البداية للمودعين. وبعد حصد أموال أكبر منهم، تم إغلاق المنصة وعدم الرد على استفسارات المودعين.
وتقدم شباب مصريون من الضحايا بشكاوى للجهات المختصة ضد المنصة، مؤكدين أنها شركة وهمية تتكون من مجموعة من الأشخاص وهي متخصصة في النصب والاحتيال الإلكتروني على الإنترنت، وقد قامت بتكرار نفس الواقعة التي حدثت مع منصات سابقة مثل "هوج بول".
وكشف الشباب الضحايا أن المنصة ظهرت في دولة الهند في ديسمبر 2022 وبقيت موجودة حتى مايو 2023 تحت مسمى "جف فوتبول"، وسوقت لنفسها على أنها "شركة للاستثمار في الأحداث الرياضية عبر الإنترنت والمراهنات الرابحة والتي لا تخسر أبداً"، وكان لديها موقع وتطبيق إلكتروني. وأضافوا أنها ظهرت في مصر في 16 يونيو 2023، وتم إنشاء مجموعات خاصة بالشركة على تطبيق تليغرام وكانت تضم مئات الآلاف من الأعضاء.
وأضاف الشباب، بحسب ما جاء في شكواهم، أن الشركة كانت تقوم بإلقاء محاضرات عن الاستثمار وتقدم أوراقا تثبت صحة موقفها كشركة مسجلة وتعرض خططها المستقبلية وأعمالها الخيرية التي يقوم بها الوكلاء وأعضاء المنصة، مشيرين إلى أن الشركة أنشأت تطبيقاً يمكن تحميله على الهواتف لتمكين الشباب من المشاركة بمشاريعها.
وأكد الشباب أن دخول أي شخص للاستثمار في الشركة يكون عن طريق دعوة من قبل شخص يسمي "الوكيل" أو "قائد الفريق"، حيث يقوم هذا الأخير بإرسال رابط الدعوة الموجود بحسابه على موقع الشركة إلى الشخص الذي يقوم بإقناعه. ويسمى هذا الرابط "رابط الإحالة"، وهو موجود بحساب جميع الأعضاء بالمنصة. وأضافوا أنه يمكن لأي شخص دعوة أعضاء جدد ليقوموا بالتسجيل في المنصة.
وذكر الشباب أنه بمجرد أن يقوم الشخص بإدخال أعضاء جدد للمنصة (أو ما تسميهم الشركة بـ"مرؤوسين") يكون الشخص قد أصبح "وكيلاً" للشركة و"قائدا لفريق" فتبلغه الشركة أنه بات لديه مسؤولية لتكبير وتنمية فريقه.
وعن طرق النصب، قال الشباب في شكواهم إنه وبعد دعوة شخص إلى الشركة يقوم هذا الأخير باستثمار مبلغ 500 جنيه، ويمكنه الاتصال بما يسمونه "معلمه" (وهو شخص مسؤول بالشركة) للحصول على "خطة اللعبة الثانية". وكلما زاد عدد "المرؤوسين" من المستوى الأول، زاد عدد المرؤوسين من المستوى الثاني والثالث الذين يمكن جلبهم. ويحصل "قائد الفريق" على 8% من أرباح مرؤوسي الدرجة الأولى، و5% من أرباح مرؤوسي الدرجة الثانية، و3% من أرباح مرؤوسي الدرجة الثالث. وأكدوا أن قادة الفرق كانوا يربحون عشرات الآلاف من الجنيهات الإضافية يوم الثلاثاء من كل أسبوع.
وذكر الشباب أنه كان يتم إقناعهم بالاستثمار بمبالغ أعلى والحصول على أرباح أعلى، لكن كان عليهم الانتظار لفترة قبل سحب الأرباح، مضيفين أن المنصة قامت باستهداف البلوغرز وصناع المحتوى والأشخاص الذين لديهم عدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لها وشرح طبيعة عملها وكيفية الاستثمار بها.
وقال الشباب إن المنصة، ويومياً في تمام الساعة 8 صباحاً، كانت تقوم، عبر مجموعات التليغرام، برفع المباراة الجديدة التي سيقوم الأعضاء بالرهان عليها موضحةً بها نتيجة الرهان العكسي والنسبة المئوية للمباراة، وبعدها يقوم الأعضاء بعمل نسخ للمباراة مع وضع الرهان والنسبة المؤية بنفس القيمة التي حددتها لهم الشركة، مشيرين إلى أن المنصة قامت بإنشاء مجموعات عبر تطبيق تليغرام لإخفاء البيانات الخاصة بها، وكل مجموعة كانت تضم شخصا يدعى "مستشاراً" للشركة لكن بأسماء مستعارة.
وتابع الشباب أن المنصة قامت مؤخراً بإغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بها واختفى القائمون عليها بعدما قاموا بنهب مئات الملايين من أموال الضحايا بلغت أكثر من نصف مليار جنيه، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة التوصل لفريق المنصة والقائمين عليها واسترداد أموالهم.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية قد نجحت من قبل في الوصول لمثل هذه المنصات والقبض على القائمين عليها مثل منصة "هوج بول" التي كانت تحتال على الضحايا وتحصل على أموالهم بدعوى توظيفها وتحقيق أرباح مالية، وبعد ذلك أغلقوا منصتهم وهربوا بأموال المودعين.