محرر الأقباط متحدون
في مقابلة خص بها موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني تحدث رئيس مالطا السيد جورج فيلا عن اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس يوم الخميس الفائت في الفاتيكان، وتوقف عند التزام الحبر الأعظم في التصدي لظاهرة التبدلات المناخية، لافتا أيضا إلى الزيارة الرسولية التي قادت البابا إلى الجزيرة المتوسطية. وأوضح أن النقاشات تناولت أيضا الخدمة التي يقدمها مستوصف "أم الرحمة" المتاخم للبازيليك الفاتيكانية لصالح المشردين والفقراء والذي وهبه الرئيس المالطي ستة أجهزة كومبيوتر محمولة.
استهل الرئيس فيلا حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أن القضايا التي يتناولها البابا فرنسيس لا تعني أي بلد بالذات، بل تعني كوكب الأرض بأسره، لذا فعندما يتكلم عن التغيرات المناخية والقضايا البيئية، على سبيل المثال، فهو لا يقصد بذلك مالطا أو روما أو أي بلد آخر، بل يتوجه إلى العالم كله. لم يشأ الرئيس المالطي أن يكشف عن تفاصيل الحوار الذي أجراه مع البابا، تماشياً مع ما يقتضيه البروتوكول، لكنه لفت إلى أن المباحثات تناولت قضايا عزيزة على قلبي الرجلين، من بينها مسألة الهجرة والوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا. وقال إن البابا برغوليو "فرنسيسكاني" جداً في نمط تفكيره، بمعنى أن الرسالة العامة "كن مسبحاً" هي عبارة عن نشيد للقديس فرنسيس الأسيزي، وهي في الوقت نفسه وثيقة يمكن اعتبارها كتيباً للبيئة. و"كن مسبحاً" هي أيضا نشيد لجمال الطبيعة.
بعدها توقف السيد جورج فيلا عند الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس إلى جزيرة مالطا في العام ٢٠٢٢، مذكرا بأن جميع الأحبار الأعظمين الذين زاروا هذه الدولة الصغيرة سلطوا الضوء على علاقة الجزيرة مع القديس بولس الرسول لكونه بشر بالإنجيل في تلك الجزيرة، بعد أن تحطمت سفينته في طريقه إلى روما. وشاء الرئيس المالطي أن يتوقف بنوع خاص عند زيارة البابا إلى مركز يأوي المهاجرين واللاجئين، معروف باسم "مختبر السلام ليوحنا الثالث والعشرين"، والذي يديره كاهن فرنسيسكاني. واعتبر السيد فيلا أن هذه كانت محطة مؤثرة جداً، وقد بدا البابا فرحاً للغاية لأنه تمكن من رؤية المهاجرين ومعانقتهم، وتحدث معهم من القلب إلى القلب. وقال إنه تحدث مع البابا عن هذا اللقاء لافتا إلى أن الحبر الأعظم ما يزال يتذكّر تلك المناسبة بوضوح كبير.
تابع الرئيس المالطي حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أنه تطرق مع البابا فرنسيس إلى النشاط الذي يقوم به مستوصف "أم الرحمة" الملاصق لساحة القديس بطرس والذي يسهر على توفير المساعدة للأشخاص بدون مأوى والفقراء عموماً، وقد أبصر النور برغبة من الحبر الأعظم نفسه. وقال السيد فيلا إنه تحدث مع البابا عن الهبة التي قدمها إلى المستوصف وهي عبارة عن ستة أجهزة كومبيوتر محمولة التي ستُستخدم من قبل الأطباء العاملين في المستوصف لإعداد الوصفات الطبية، كما أنه يمكن استخدامها لإعداد لوائح بالأدوية والعقاقير المتوفرة. وهذا المستوصف الذي زاره الرئيس المالطي نفسه، خلال اليومين الماضيين، لا يقدم خدمات طبية هامة جداً، "لكن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية طفيفة يمكن أن يدخلوا إليه، ويجدون فيه من يستقبلهم ككائنات بشرية، ومن يقر بكرامتهم، وهذا أمر بالغ الأهمية" كما قال السيد فيلا.
في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أكد رئيس مالطا أن المستفيدين من خدمات مستوصف "أم الرحمة" قد لا يجدون فيه العلاج من أمراضهم، وقد لا تُصنع لهم المعجزات، لكن مجرد وجود من يستقبلهم، ومن يعاملهم كأشخاص، ومن يقدم لهم إمكانية الاستحمام أو قص الشعر، ومن يكشف عن صحة أسنانهم أو عن وضعهم الصحي ككل، هذه هي المحبة التي تُعاش وتُمارس.