د. أمير فهمي زخارى
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 19 من مارس المقبل، بعيد الصليب المقدس، حيث يعود الاحتفال بهذا اليوم بظهور صليب السيد المسيح فى اليوم العاشر من شهر برمهات سنة 627 م، ويعود لذكرى نجاح الإمبراطور الرومانى هرقل فى استعادة قاعدة الصليب المكرمة لدى المسيحيين، التي اختلسها الفرس آنذاك من القدس أثناء فترة الحروب المتتالية بين الروم والفرس.
مواعيد الاحتفال بعيد الصليب المقدس 3مرات لسنه 2024 هو:
- الأولى يوم الجمعة العظيمة (يوم الصلب) هو 3 مايو" 25 برمودة 1740"،
- والثاني عيد اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة، والدة الملك قسطنطين هو27 سبتمبر "17 توت 1741".
- والثالث استعادة خشبة الصليب في عصر الإمبراطور هيرقل من الفرس، بعد نحو 14 عاما من أخذه هو 19 مارس "10 برمهات 1740".
كما تحتفل به الكنيسة الغربية في الثالث من مايو.
قصه الاحتفال بعيد الصليب يوم 17 توت:
ظل الصليب مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الروماني (117 – 138 م) أقام على هذا التل في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما..
وفي عام 326م أي عام 42 ش تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير.. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندي، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة "أبّولة" الصليب في عيده.
وفي اورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها اليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن..
فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت شخص قد مات وكان اهله في طريقهم ليدفنوة فوضعتة على الصليب الأول والثاني فلم يقم، وأخيرا وضعته على الصليب الثالث فقام لوقته.
فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة.. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب موجودة الى اليوم.
والاحتفال بعيد الصليب الذي تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب فى اليوم العاشر من برمهات، وكان على يد الإمبراطور هرقل فى٦٢٨م،
وذلك أنه لما ارتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التى شيدتها الملكة هيلانة، فرأى ضوءًا ساطعًا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان مُحلى بالذهب، فمد يده الأمير إليها فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه؛ فأعلمه المسيحيون أن هذه قاعدة الصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضًا أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحي، فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها، وأجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلى بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم، وسمع هرقل ملك الروم بذلك، فذهب بجيشه إلى بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين.
وجعل يطوف تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها؛ لأن أمير الفرس كان قد حفر فى بستانه حفرة، وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما، ورأت ذلك إحدى جواريه، وهى ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة، فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع وحفروا فعثروا على الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة سنة ٦٢٨م. ولفوها فى أقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك باحتفال عظيم، ويعد العيد الثالث لاستعادة الصليب.
الصليب في القرن السابع
في القرن السابع نقل جزء من الصليب إلى روما وقد أمر بعرضه في كنيسة المخلص ليكون موضع إكرام للمؤمنين، البابا الشرقي سرجيوس الأول (687 - 701).
وبحسب موقع الانبا تكلا، فأن خشبة الصليب المقدسة قسمت بعد عودتها إلى قطع كثيرة جدًا، حتى أننا نجد أجزاء كثيرة في بلاد العالم. وبخلاف الجزء الموجود في روما والجزء الموجود في القسطنطينية، نجد في تاريخ النرويج للكاتب "ترفيوس" ما خلاصته أن الملك "سيجور" طلب جزءًا من الصليب الحقيقي، ونال ذلك وفاز بقطعة وضعها في مدينة كوبنهاجن. وقد نال فالدمار الثالث ملك الدانمرك قطعة أعطاها له البابا أوربان الخامس. ويوجد حالياً جزء منها فى مصر فى كنيسة القديس سيدهم بشاى بدمياط.
ذكر القديس يوستسنوس حجم الصليب، كما ذكر أنه يتكون من قائم إرتفاعه
8 , 4م، وعارضه يتراوح طولها بين (3,2م – 6,2م) وقد فحص خشب الصليب الحقيقي فأثبتت الأبحاث أنه صنع من خشب الأشجار القلفونيه وإن ما تبقى حاليا من خشبه الصليب يعادل 18 مليون ملليمتر مكعب فقط
خشبه عنــوان الصليب
يعتبر العنوان الذى وضع على الصليب من الأثار المتبقية الأكيدة , وإن لم يكتشف كاملا إلا أن جزء كبير منه موجودا الآن , ويستطيع المسيحين قراءه عنوان التهمه التى وجهت إليه , ويجمع المؤرخين أن الملكة هيلانه قد أرسلت هذا العنوان مع الآثار الأخرى الى روما , ومما هو جدير بالذكر أنها أرسلت أيضا كميه كبيره من التراب المأخوذ من الجلجثه ليغطوا به المكان الذى بنيت عليه مدينه روما وبعد حوالى قرن من الزمان قام الإمبراطور فالنتينيوس الثالث إبن قسطنطين قيصر بتزيين المكان الذى وضعت فيه الملكة هيلانه العنوان المقدس بالموزايكو ووضع العنوان فى قمه الكنيسة.
كل سنه وأنتم طيبين بعيد الصليب..