كمال زاخر
نحن لا نكتب "ما يطلبه المستمعون"، ولا نغازل بسطورنا "جماعة المغيبين" بل نخوض - بقدر ما نملك - معركة ضد التجهيل، ونرد الاعتبار لكنيسة هى بالأساس "كنيسة الشعب" رتبت ان تنتخب من شعبها من تعدهم لخدمته، وارشاده الى طريق الابدية، ومن تعدهم هم "خُدّام" للعتيدين أن يرثوا الخلاص.
والرهبنة بحسب ادبياتها، وتاريخها،حركة علمانية بحصر الكلمة، والباحث المدقق قرأ بالضرورة تحذيرات المؤسسين من اشتهاء اولادهم (الرهبان) للكهنوت، وهو ما حرصت عليه اجيال عديدة من الرهبان لقرون، وأن هناك من سعى لاخضاع هذه المنظومة للمؤسسة الكنسية عبر تكهينها، بحسب تعبير عبقرى نحته احد الكتاب، فكان الصراع والمواجهات والسعى العنيف للقفز من اسوارها للانضمام لدائرة الاكليروس.
 
وصار التكهين اداة للإثابة والعقاب من الكنيسة المؤسسة للرهبان، منحاً ومنعاً، وصار لهذا الأمر قوائم انتظار كما فى العالم خارج اسوار الأديرة.
 
دورنا، بقدر، اقتحام المناطق المظلمة فى العقل الجمعى ومعنا مصابيح الاستنارة التى أوقدها الآباء، بهدوء لكن بقوة، وببطء - حتى لا تتحطم الآوانى الضعيفة - لكن للأمام، فينكشف خفافيش الظلام ويغادروا ما استولوا عليه.