كمال زاخر
* كانت الرهبنة تحسب - وفق مؤسسيها - حركة علمانية، إذ لم ينل اياً منهم (ق. انطونيوس، ق. بولا) أية رتبة كهنوتية.

* كان الراهب يمكث بديره مدة تتيح له التلمذة على شيوخ الدير.

* وكان انهاء المرء لرهبنته والعودة للحياة خارجها امر لا يقابل بالاستهجان، لرسوخ فكرة ان الرهبنة اختيار شخصى وليست سرا كنسياً.

* لم يكن الراهب يطمح فى رتبة كهنوتية، بل بالكاد ترى فى الدير راهب كاهن او اثنين، لقضاء حاجات الدير الطقسية. ولعلنا مازلنا نقرأ عن (قس الأسقيط) رغم تعدد الجماعات الرهبانية، قس واحد يذهب اليها تباعاً لاقامة القداسات والطقوس الكنسية التى يتوقون اليها.

* لم تكن الكنيسة بحاجة الى كثير من الاساقفة، لرسوخ فكرة أن الأسقف هو مشرف وراع للايبارشية، ويديرها من خلال القمامصة المختبرين باعتبارهم المتعاملون مباشرة مع الرعية، وكان المتقدمون منهم فى المراكز، يسمون وكلاء الشريعة. ويمكن أن نشبه هذا الترتيب بالعائلة الكبيرة حيث الجد (الأسقف) والأباء (القمامصة) والرعية الأبناء. (كان مجمل الايبارشيات لا يتجاوز العشرين حتى نهاية حبرية البابا كيرلس)

* ويبقى للجد وقاره ويجمع بين الحنان والحزم والحكمة فيما يتمتع القمامصة بخبرات الحياة العامة والحياة الأسرية والمعرفة القريبة للأسر سواء فى القرى أو المدن.

* لهذا لم يكن الكهنوت مطلب أو شهوة قلب الرهبان، لذلك كانت الرهبنة بلا منازع فكان مسارها متسق مع اسسها ونذورها، وكان التوحد متاحا داخل الدير أو فى المغائر القريبة منه. وقد يتعمق الامر مع بعضهم فيصلون الى درجة السياحة. وبحسب سيرة البابا كيرلس فقد اقتنى درجتى التوحد والسياحة، وكان اسمه الأشهر قبل رسامته بطريركاً ابونا مينا المتوحد.

التلمذة والعزلة والالتزام بنذور الرهبنة، وقلة عدد زوار الأديرة، ربما لوعورة الطرق اليها وقتها، وديناميكية الية رئاسة الدير لكون رئيس الدير قمصاً وليس اسقفاً واحدة من اسباب هدوء المناخ الرهبانى.

عندما نرد للرهبنة مناخها وترتيبها يعود اليها سلامها،

لأنه إن صحت الرهبنة استقامت الكنيسة.