الأقباط متحدون - ميلاد حنا ذهبي الفكر
أخر تحديث ٠٩:٢٦ | الاربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٦ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"ميلاد حنا" ذهبي الفكر

بقلم: ماجدة سيدهم
"الأفكار الذهبية وحدها تتوج روادها بالهيبة والخلود ..!"
*مرتان فقط  بعمق المشيئة التي قد منحتها لي الفرص السعيدة  كي التقي  وأحاور قامة  فريدة  برفعة  المفكر ميلاد حنا ، حينها أعددت طرح التساؤلات كي أحصد  بنهم وفرة الإجابات الشافية الثمينة فإذ بي أُنحي الأطروحات المرقمة والخطوط الهندسية جانبا وأجوب معه  ارتفاعات الفكر الروحي وشواهق النصوع الوجودي الرفيع ،ما أن تجلس اليه وحتى تـُختطف من ذاتك ليقودك مشدوها  إلى رحابات  الفكر المجرد  والتصوف النبيل  موغلا بك إلى أبعاد إنسانية وفلسفية وتاريخية أكثر نضجا ورقيا وتحررا وبلا حدود  ..الدكتور ميلاد حنا ..الأستاذ ، والأب الروحي لكثيرين الذي لم تشأ  مسافات الاغتراب العنيدة أن تجدد التقائي به ثالثة ، فقط لأجلس وأنصت اليه بالكلية .
 
في مطلع التسعينيات أخذني بإيغال ننقب في فكرة الإله في المجتمع المصري عبر مسيرة التاريخ ، ثم مرة أخرى نطرح  الوجع الصميم "مصر إلى أين ..؟ " وفي كل مرة كان يحدد مسبقا النصف ساعة  ، ثم ينتبه فيقول  بلطف شديد : لقد تجاوزنا الساعتين  ..كم تستهويني هذه الموضوعات ولا أمل  تناولها والنقاش حولها  ،  ميلاد حنا  يسكب خرسانات  دقة الأحداث والشواهد والتواريخ  في قوالب مصرية شديدة التميز ليؤكد  في كل لقاء وحديث  ومؤتمر ومقال أن المصري يمتاز عن سائر الأجناس  بخصائص فريد ة ، فهو بحكم التاريخ  فرعوني ، يوناني روماني ، قبطي ، مسلم ، وبحكم الانتماء الجغرافي فهو بحر أوسطي، عربي ، أفريقي ، وهي تشكل الأعمدة السبعة للشخصية المصرية  ، لتصبح هكذا شخصية  شديدة الصلاحية لا يعتريها عطب ما، مهما ارتطمت  بأوهام الاستكانة  لأنظمة القمع  أو بلغ بها غبار الشقاء مداه .
 
خبر الرحيل أصاب الذاكرة بحضور متقد وأسف ووجوم شديد ، ليس للخسارة  بقدر هول الفقد والافتقاد في  أقسى الأوقات اضطرابا  التي  تمر بها بلادنا ، لكن في هذا أيضا  أثق أنه لن تنهار أو تنقاد مصر إلى ازمنة الجدب الحضاري  لارتكازها على  صلابه اساستها التاريخية والحضارية العريقة ، وسمو أعمدتها  الروحية  والأدبية والإنسانية الطيبة  صنيعة الالتفاف  حول النهر والسكينة  جوار حقول القمح ، تلك الركائز التي  يبذرها وينسجها  ويخطها  ويناضل من أجل رسوخها  وارتفاعها عظماء وعلماء وشرفاء الوطن  كي يـُرتقى بالمجتمعات وسعيا لمجد الأوطان.
 
 أبي الروحي ،  بالحقيقة  حزنت وتحسرت ،وكما  كنت دوما كلما  اشتقت لحديثك أُسرع  إلى كتابك " الأعمدة السبعة  " الذي هو قلادة مكتبتي وأفتش عنك أيها المصري النقي في السطور والنقاط  والفواصل والفقرات ، هكذا أفعل الآن ،  فها أنت صانع الوهج  بالتاريخ والفلسفة  والعشق الجنوني لمصر، أقرأ الإهداء بتفاصيل سطوره العشرة  فهو لي  ، يخصني أنا،  ياللسعادة والامتياز الذي  يكفي أن أستقيم وأنهل من   حضورك الراسخ وفكرك الحاضر وعمق  الرؤى التي ستبقى  أبدا دربا مضيئا لكل عاشق  لهذا الوطن .  لن أبكيك أيها المعلم الحي  ،بل سأظل أقتني تعاليمك الذهبية  فأتقن كيف أُضيف في دربي للآخرين ولبلادي . 
 
*من  مقدمة كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية 
-هذا الكتاب عن مصر، فهي هناك من أول كلمة وإلى آخر كلمة وبين السطور 
-هذا الكتاب موجه إلى العقل ، ولكن العقل وحده لا يكوّن حب الوطن، ولذا فالكتاب موجه للعقل والوجدان معا .
- هذا الكتاب ليس كتاب سياسة  أو علم اجتماع او سيرة ذاتية أو كتاب فلسفة أو علم نفس ،هذا الكتاب يهدف للوحدة الوطنية في مصر.
 ما أعظمك أيها الشريف ذهبي الفكر ، تحية لروحك المحلقة  وسطورك الباقية التي تحلق في وجداننا .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع