محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الحبر الجليل الأنبا "إرميا" الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصري، تحياته للإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وجميع ممثلي جامعة الأزهر على رأسهم الأستاذ الدكتور سلامة داوود رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، موجهاً الشكر لكلية الدراسات الإسلامية والعربية برئاسة الأستاذة الدكتورة شفيقة الشهاوي، على دعوتهم لحضوره هذا المؤتمر العريق.
وهنأ الأسقف العام والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصري الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان قائلاً: "في البداية أريد أن أهنئكم جميعاً بصيام رمضان الذي يأتي يوم الاثنين القادم، حيث يصوم الشعب المصري بتزامن عجيب قد لا يحدث في أي بلد عربي".
وأشار الأنبا "إرميا" أن بناء الأمة والوطن يحتاج أولاً لبناء الإنسان وهو طريق صعب للوصول للقمة، موضحاً أن الإنسان يحتل مكانة كبيرة في جميع الأديان، التي توجهه للتحلي بالأخلاق، والعدل، والرحمة، والمحبة.
وتابع الأمين العام المساعد لبيت العائلة بقوله : أن الإنسان هو صانع التطور فبدون الإنسان لا توجد حضارة أو تقدماً في العالم أو اختراعاً تعرفه البشرية، فكل ما وجدناه هو وليد العقل البشري المبدع، وهو شرط أساسي لتحقيق النهضة الاقتصادية والتنموية.
ونوه الأنبا "إرميا" أن الاستثمار في الإنسان هو المستقبل، لافتاً أن استثمار الدول يتمثل في العقل والفكر والإبداع، حيث أظهرت الدراسات أن تقدم الأمم يُقاس بتقدم أبنائها، فهو أعظم رأس مال بالنسبة لأي أمة ولا يُقدر بثمن، فلا بد من البناء الروحي للإنسان بتقديم القيم الصحيحة بالتسامح والود والرحمة، بالإضافة إلى البناء النفسي للإنسان بغرس قيم العمل والإبداع والتشجيع والأمانة، بجانب البناء الجسدي بالاهتمام بالصحة وأن يعيش بكرامة إنسانية دعت إليها جميع الأديان السماوية.
وتناول الحديث عن بعض التحديات التي تواجه بناء الإنسان أولها العقبات الاقتصادية لكونها تحتاج إلى تعليم جديد مؤسس على التفكير والإبداع وليس على الحفظ والتلقين، كما أكد على ضرورة تغيير بعض المفاهيم التي تعيق بناء الإنسان، وغرس قيم الإيجابية والإصغاء والقدرة على العمل الجماعي.
واختتم الأنبا "أرميا" بقوله: أن عملية بناء الإنسان هي عملية مجتمعية تشترك فيها جميع مؤسسات الدولة، بالإضافة أن المستقبل هو نتاج ما نصنعه اليوم، لذلك علينا أن نخطو للمستقبل، وأن نضع خطوات عمل محددة وهادفة.
جاء ذلك في مؤتمرها الدولي الخامس "الأخلاق وآليات بناء الوعي الرشيد" بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور سلامة داوود رئيس الجامعة، والدكتورة شفيقة الشهاوي، عميدة الكلية، رئيس المؤتمر، والدكتورة وفاء غنيمي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، أمين المؤتمر.