الأقباط متحدون - خرافه ان العلم والدين اعداء
أخر تحديث ٠٠:٠٨ | الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

خرافه ان العلم والدين اعداء


بقلم: ماجد ميشيل عزيز   
مع قدوم اول بابا ينتمي  لكليه جامعيه علميه وثاني بابا جامعي في كنيستنا  و هو البابا تاوضروس الثاني  و بعد ان كنا نحظي ببابا  خريجا لكليه  ا دبيه  و هو قداسه البابا شنوده الثالث الذي كان فيلسوفا دينيا رائعا و هو اول بابا جامعي  نجد اجابه علي هذا السؤال بطريقه عمليه  فقد وصل احد  خريجي الكليات العمليه العلميه  الي اهم منصب ديني في احد اقدم كنائس العالم   و اعرقها ان لم تكن الاعرق علي الاطلاق و هي كنيسه الاسكندريه التي اشتهرت منذ القديم بعلم ابائها خريجي مدرسه الاسكندريه القديمه في العصر اليوناني الروماني  كما ان كثير من اساقفه و اباء الكنيسه الحاليين خريجين لكليات الطب و الاداب و الهندسه والعلوم و الزراعه ..الخ فلم يجد ايا من هؤلاء الاباء اي تناقض بين العلم و الايمان بالمسيحيه ...

و اذا نظرنا الي تاريخ العلم نجد ان الكثير من الاباء المؤسسين للعلوم في اوروبا هم من المؤمنين الحقيقيين بل و رجال دين فباستير مؤسس علم الميكروبيولوجي اساس طب الامراض المعديه و مكتشف حقيقه ان الميكروبات هي التي تسبب الامراض و نيوتن واضع اهم قوانين الفيزياء و جاليليو مكتشف الكثير من الظواهر الفلكيه  و العالم الرياضي و الفيلسوف  و باسكال الرياضي الفرنسي الشهير و الفيلسوف الفيزيائي  كل هؤلاء كانوا اعمده  للعلم الحديث كل في مجاله و لم يتبادر الي ذهنهم  اي تعارض بين العلم و الدين و هناك نجما ساطعا  في سماء  العلم كان رجل دين خالص و هو  الاب الراهب  القس الكاثوليكي  الالماني الاصل  جريجور مندل واضع اساس علم الوراثه و الجينات احد اهم علوم القرن العشرين بل و المستقبل ايضا و مكتشف قوانين الوراثه و الذي قام بالدراسه الدقيقه للصفات الوراثيه  للنباتات في حديقه كنيسه الدير  بمنهجيه علميه و قد كان حاصلا قبل الرهبنه علي درجه علميه ..

و لم يتوقف عن الدراسه بعد دخوله الدير بل توجه للدراسه في جامعه فيينا  ليدرس الفيزياء ويعود الي ديره مدرسا ثم يصبح رئيسا للدير في النهايه .اما ماكس بلانك مكتشف فيزياء الكوانتم   الحاصل علي جائزه نوبل فكان شيخا اي قسا في الكنيسه الانجيليه حتي وفاته ......

اما في عصرنا الحالي نجد ان فرانسيس كولنز الطبيب الذي اكتشف كثير من الجينات المسببه للامراض و مدير المشروع العالمي للجينوم البشري هو في الاصل رجل مسيحي  مؤمن و يقول في احد احاديثه لقناه  ال سي ان ان الامريكيه  : .ان الاحصائيا ت  تقول ان 40 في المائه من العلماء مؤمنون ..اذن العلماء كاي فصيل اخر في المجتمع به مؤمنون و غير مؤمنين و البعض ربما غير مهتم بالدين اصلا   و غير حقيقي ان العلماء  كلهم  غير مؤمنين كما يروج بعض العلماء  الماديين ...

اذن الصدام بين العلم و الدين يعتمد علي نوع الدين و علي نوع العلم و للبابا شنوده مقوله جميله تقول : العلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح  بل بالعكس نجد ان رهبان و اباء الكنيسه الكاثوليكيه في اوروبا هم اهم اسباب النهضه العلميه هناك فهم انشاوا المدارس العلميه و الجامعات لنشر العلم   حتي ان جامعات اوروبا اصلا  هي كليات دينيه  تم تطويرها  و اضافه العلوم لها ففولتير مثلا اهم فيلسوف في اوروبا  قبل الثوره الفرنسيه  تعلم علي يد الاباء الرهبان  الجزويت و ان كان قد انقلب علي المسيحيه بعد ذلك لكن الرهبان الجيزويت هم  اساتذته . و معلميه.فالحديث عن صدام بين  الكنيسه و العلم في اوروبا هو وهم و مبالغات مصطنعه  فمثلا احد  اهم الحوادث التي تمت ادانه الكنيسه تاريخيا فيها و بولغ في تضخيمها  كانت حادثه رفض اراء جاليليو ان الارض تدور حول الشمس و ان الشمس هي مركز الكون و هي اراء كوبرنيكوس  ايضا    ومن المحزن ان نقرا للبعض في الصحافه العربيه معلومات خاطئه  و مشوهه  منها ان جاليليو قد تم حرقه او قتله علي يد الكنيسه و هذا لم يحدث ابدا فقد تم عزله في منزله فقط  بل و سمح له ان يسافر للعلاج بعد ذلك  عندما مرض  بل و انجز اهم كتابيين علميين  في عزلته هذه  الذين جمع فيهما  اعماله علي مدي اربعين عاما  فلم يتم منعه من الكتابه و  في الواقع ان الخلاف بين جاليليو و مقاوميه لم يكن خلاف بين رجل علم و الكنيسه كما يحب ان يصفه الصائدون في الماء العكر كالعالم اليهودي اينشتين المعادي للكنيسه انما هو كان خلاف بين مسيحيين مؤمنون ينتمون الي مدرستين في 
 
 تفسير الكتاب المقدس  فجاليليو كان رجلا مؤمنا لم ينكر ايمانه بالله او الكتاب المقدس بل كان يستند الي  اراء القديس اغسطينوس حول عدم التفسير الحرفي لايات  الكتاب المقدس و ان معني الايات كما ورد في المزمور مثلا رقم 104 :(  المؤسس الارض علي قواعدها فلا تتزعزع الي الدهر   ) و هي احد الايات التي  استند عليها  خصومه ليس معناه المعني الحرفي بعدم الدوران حول الشمس او عدم الحركه  فهذا فهم حرفي للنص  فهو مجرد تشبيه بان الارض مثل البناء الضخم المؤسس علي قواعد متينه .و نحن نعلم كما علمنا السيد المسيح ان الفهم الحرفي للنصوص خطا قاتل  فكما قال لنا : الحرف يقتل ..و نحن الان عندما نقرا تلك الايه لا نفهم ان الارض لا تتحرك انما نعلم ان المقصود انها محفوظه بعنايه الله و بقوانين الفيزياء التي مثلا  تمنعها من الاقتراب من الشمس فلا تحترق او تبتعد  فتتجمد فمسارها دائري تماما حول   الشمس و لو كان بيضاوي لبدات المحيطات في الغليان عند الاقتراب و لما احتملنا الحراره كم ان ا لقشره الارضيه مستقره  حالتها التي تمنعها من ان تحدث بها زلازل مدمره تقتل الاحياء فيها   كذلك لا  تبتعد عن المجموعه الشمسيه فتضيع في الفضاء   و كان البابا اوربان الثامن  يتعاطف معه  لانه كان صديقا له قبل ان يصير بابا و معه بعض الكرادله  كذلك الاباء الرهبان اليسوعيين و لكن  كان هناك اباء اخرون ضده  ضغطوا علي البابا ليحاكمه و كانوا يعتمدون علي التفسير الحرفي لايات الكتاب المقدس  اذن لم يكن جاليليو  وحيدا بل تعاطف معه فريق من رجال الكنيسه   و كان ضده فريق اخر فعقدت له محاكمه و حوكم بالاشتباه في الهرطقه فعزل في فيلا ملكه في فلورنسا  و عوقب بان يقرا 7 مزامير للتوبه مره اسبوعيا   كانت تقراها بدلا منه ابنته الراهبه  و لم يقتلة احد او يسجن  و الاهم من كل هذا ان البابا لم يوقع علي الحكم عليه فقد كان صديقه و مقتنع برايه بل طلب منه بصفه شخصيه قبل المحاكمه  ان لا ينشر رايه الخاص بان الشمس هي مركز الكون .كما ان الكنيسه كانت في غايه التسامح مع جاليليو حتي انه    كان له ثلاثه ابناء  من عدم زواج  و لم يحاكمه احد او يؤذيه بسبب هذه الخطيئه الثلاثيه بل و ترهبنت اثنتان من بناته  . و  في الواقع لا الارض و لا الشمس هي مركز الكون فجاليليو كان جزئيا مخطئا ايضا.فالشمس ايضا تدور و ليست ثابته كما اعتقد .و قد نشرت الكنيسه بعد قرن واحد فقط  من    موته اراء كوبرنيكوس و اراء جاليليو   و رفعت الحظر عنها   بعد التاكد من صحتها 
 
و اكتشاف جاليليو في الحقيقه لا يضر بمركز الله ابدا في الكون و لا كتابه المقدس بل العكس  فهو يزداد مجدا باكتشاف الاجرام السماويه و نظامها و حركتها  فالسموات تحدث بمجد الله و الفلك يخبر بعمل يديه  علي العكس فهو  يضر بكبرياء و غرور  الانسان المسكين  فاصبحت الارض موطن الانسان الذي يعيش عليها  ليست مركزا تدور حوله الشمس  كما ان بعد ذلك تم اكتشاف حتي ان الشمس ليست مركزا للكون كما ظن جاليليو بل هناك شموس اخري كلها تدور بالملايين حول مركز المجره بل هناك مجرات  اخري فاصبح الانسان في وضع لا يحسد عليه فكلما زادت الاكتشافات العلميه في الفلك  تزداد ضاله الانسان في الكون اللانهائي و 
 
 تزداد   عظمه  الله خالق الكل 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع