الأقباط متحدون - شاكرًا ولست شاكيًا
أخر تحديث ٠٩:١٧ | الأحد ٢ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شاكرًا ولست شاكيًا

بقلم: مينا ملاك عازر
أكتب هذا المقال، وأنا لا أدري ما الذي أكتبه، وأنا أرى مصر تختطف، والدستور يُسلق، والمعارضة تتزايد، والسلطة تضرب بها عرض الحائط! ماذا أقول وأنا أرى الأمل يهرب من بين الأنامل في ظل عمى تتمتع به السلطة؟ في ظل صمم تتمتع به جماعة حاكمة لا ترى ولا تسمع إلا نفسها وما على هواها، تقنع نفسها بأنها الحق وما عداها باطل، عندها كبرياء وغرور لا نهاية لهما.

أكتب هذه المرة واعذرني عزيزي القارئ ليس لك، لكنني أكتب لله، فأنا أشعر أنني حين أكتب لك في كل مرة فقط أنفس عن نفسك، وأخرج طاقة من الكبت بداخلك، فترتاح حين تراني أهاجمهم، لكن هذا لم يعد مُجديًا، فقررت أن أكتب لله شاكرًا ولست شاكيًا.نعم أكتب شاكرًا، ولست شاكيًا؛ لأن الله ينظر ما يفعله بنا الإخوانيون والسلفيون، وسيعيد لنا حقنا، لا أشكو لله ما يفعله أولئك بنا وما سيفعلونه؛ لأنني أثق في أنه سيردهم يومًا خاسرين، لن أشكوُهم؛ لأنهم أساءوا لله أكثر مما أساءوا للوطن ولي.

وبناءً على ما تقدم، أشكرك يا رب؛ لأنني لستُ إخوانيًّا، مساقًا موجهًا، لكنني أستطيع سماع الآخر ومناقشة رأيه.
أشكرك يا رب؛ لأنني لست إخوانيًّا، فأنا أحب الجميع، ولديَّ مرونة أتراجع عن رأيي إن كان خطأ.
أشكرك يا رب لأنني لست إخوانيًّا منافقًا للحاكم، خاضعًا بل حرًّا رافعًا رأسي، لي الحق في الاعتراض.
أشكرك يا رب أنني لست إخوانيًا لا يجمعني أحد في أوتوبيس؛ لينقلني لميدان، ولا يفرقني أحد بأمر فأعود لأوتوبيس يعيدني من حيث جئت.
أشكرك يا رب أننني لست إخوانيًّا، لا أتعالى على أحد، ولا أسرق آمال وطموحات الآخرين وأقتنيها لنفسي.
أشكرك يا رب أنني لست إخوانيًّا، أختطف الثورات، وأجلس على الكراسي، فأغير آرائي حسب الرايجة، وحسب مصلحتي.
أشكرك يا رب أنني لست إخوانيًّا؛ لأن يدي غير ملطخة بدماء الشهداء، سواء بمشاركتي في قتلهم أو بقتلي إياهم مباشرةً.
أشكرك يا رب أنني لست إخوانيًّا، فلا أتاجر بهموم البسطاء، ولا أضحك عليهم باسم الدين.
أشكرك يارب أنني لست إخوانيًّا، فلا أسيء لديني بأفعال مشينة لأي دين وللأخلاق وللرجولة.
أشكرك يارب لأنني لست إخوانيًّا، فلا أتهم الناس بما ليس فيهم، ولست صفيقًا فأتهم الناس بما فيَّ.
أنا أشكرك يا رب لأنني لست إخوانيًّا، يحركني أحد بإشارة من إصبعه، ويدعي أنه يفهم أكثر مني.
أشكرك يا رب لأنني لست إخوانيًّا، فقراري من رأسي، فحتى الإخواني الجالس على أعلى كراسي الحكم تجده يمشي على هوى البعض.
أشكرك يا رب لأنني لست إخوانيًّا، فأحب بلدي ووطني، وأقدِّر كل ذرة تراب منه.
أشكرك يا رب لأنني لست إخوانيًّا، فأنا لا أتلون، ولا أكذب، ولست انتهازيًّا، ولا استغلاليًّا، ولا أكفر غيري بالكذب والباطل.
قبل الختام ملحوظة: لا يرهبنك هذه القطعان المتجمعة عند جامعة القاهرة، فهي جُمِعت من كل محافظات مصر، واسأل الأوتوبيسات، أما مَن تراهم في التحرير من عقلانيين، فمن القاهرة فقط، ناهيك عن أن مَن تجمعوا في ميادين باقي المحافظات ليؤيدوا مَن في التحرير.
المختصر المفيد.. ربنا ينتقم منكم.. فقد أسأتم إليه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter