( 1896- 1979 )
إعداد ماجد كامل
يعتبر الكاتب الصحفي الكبير فكري أباظة ( 1896- 1979 ) واحدا من أشهر الصحفيين المصريين الذين لعبوا دورا كبيرا في الحياة السياسية والثقافية في مصر . أما عن فكري أباظة نفسه ؛ فأسمه بالكامل " محمد فكري حسن أباظة " ولد في 1 اغسطس 1896 في قرية كفر شحاتة من عائلة أباظة الشهيرة ؛ ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي تخرج من مدرسة الحقوق عام 1917 ؛ وعمل فترة بالمحاماة ؛ وشارك في ثورة 1919 ؛ حيث كان خطيبا مفوها ؛ وكان خلال الثورة متواجدا في مدينة أسيوط يخطب في كنائسها وجوامعها . ونظرا لنشاطه السياسي ؛ انتخب عضوا بمجلس النواب المصري عام 1923 عن دائرة منيا القمح ؛وخاض تحت قبة البرلمان العديد والعديد من المعارك من أجل إلغاء خانة الديانة من البطاقة وأوراق المعاملات الشخصية .
ولقد بدأ أباظة العمل الصحفي في صحيفة المؤيد ؛ ثم في صحيفة الأهرام خلال عام 1919 ؛ وكانت أول مقالاته في الأهرام بعنوان " كتيب حقير ؛ ولقد صدر ذلك المقال في 9 نوفمبر 1919 ؛ حيث هاجم فيه الاحتلال البريطاني والمندب السامي البريطاني في ذلك الوقت .
وانتقل بعدها للعمل في مجلة " المصور " عام 1924 ؛ وأصبح رئيسا لتحريرها عام 1926 ؛ وأستمر في رئاسة تحريرها حتي عام 1961 ؛ ولقد بلغت عدد مقالاته في المصور 5500 مقالة صحفية في خلال 55 عاما ولأربع دورات متتالية . كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة الهلال الشهرية لعدة سنوات. وفي خلال عام 1944 ؛انتخب نقيبا للصحفيين ؛ وأعيد انتخابه نقيبا لمدة أربع دورات متتالية ؛ ولقد صدر قرار بإعفائه من رئاسة تحرير مجلة الهلال بسبب مقال معين نشره يوم 18 أغسطس 1961 بمجلة المصور بعنوان " الحالة ج " ؛ لم ترض عنه الحكومة وقتها ؛ غير أنه نشر اعتذارا عنه في مقال له بجريدة " الأهرام " تحت عنوان "معركة بين ضميري وقلمي " نشر بتاريخ 25 سبتمبر 1961 ؛ فسمح له بالعودة مرة أخري للكتابة في المصور يوم 16 أبريل 1962 .
ومن جهوده السياسية أيضا ؛ انه عندما تعرض عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ( وكان عميد كلية الآداب وقتها ) لحملة هجوم من بعض دعاة التزمت ؛ وكان ذلك خلال عام 1939 . كتب فكري أباظة العديد من المقالات التي تدافع عنه .
ولم تقتصر جهود فكري أباظة علي النشاط السياسي والثقافي فقط ؛ بل كان له نشاط رياضي فاعل أيضا . حيث كان لاعب كرة قدم بالنادي الأهلي ؛ كما انتخب رئيسا شرفيا للنادي الأهلي .
ولقد ذكرت بعض المراجع انه كان مؤلفا موسيقيا أيضا ؛ حيث ألف 100 قطعة موسيقية تعزف علي الناي والماندولين .
ولقد توفي فكري أباظة في يوم 14 فبراير 1979 عن عمر يناهز83 عاما .
ولقد شغل فكري أباظة خلال حياته منصب عضوا في المجلس الأعلي لدار الكتب المصرية ؛ كما حصل علي درجة الدكتوراة الفخرية عام 1976 من أكاديمية الفنون ؛ وكان يرأسها وقتها الأستاذ الدكتور رشاد رشدي (1912- 1983 ) . وتسلمها من الرئيس الراحل محمد انور السادات .
ولقد كتب خلال حياته الصحفية العديد من الكتب والمراجع القيمة نذكر منها :-
1-حواديت .
2-الحب أبو العجائب وقصص أخري عن دار الهلال .
3-الضاحك الباكي .
4-فكري أباظة في الراديو .
5-مجموعة مقالات فكري أباظة نشرت بالجرائد البومية والأسبوعية لمناسبات سياسية واجتماعية . نشرت علي فترتين : الفترة الأولي خلال عام 1922 ؛ والفترة الثانية خلال عام 1925 .
6-التليفون ؛ صدر عن دار الهلال عام 1938 .
7-الجمهوية العربية المتحدة : قصة كفاح شعبين في سبيل وحدة كاملة .
8-رحلة صيف إلي تركيا واليونان ويوغسلافيا وإيطاليا .
9-ألمانيا علي حقيقتها .
10-الذوق .
11-معرض الدنيا بين مصر والحجاز .
12- نصائح كهل لشاب .
13-المرأة : ملاك وشيطان .
14-الإصلاح الإجتماعي كما أريده .
15-العند .
16-أمثال فلاحي .
17-الجمال الذي يفتنني : جمال بالقطاعي وجمال بالجملة .
18- الحرب بين القديم والحديث .
19-معرض الدنيا : نجد .
20- معرض الدنيا : العاهلان العربيان .
21 – لو كنت ديكتاتور .
22-التحويش .
24- نغزة الأمزجة .
25-عينات .
وحول فكره وآراءه ؛ تميز فكري أباظة بالدفاع عن المرأة حيث قال عنها " أن المرأة قد ساهمت في كل نشاط إجتماعي في مؤسسات الترفيه ومواساة الفقراء والمنكوبين ؛ وأثبتت أنها أجدر من يعمل فيها ؛ ونجحت نجاحا تاما في كل الميادين التي كان يظن أنها لا تلائم غير طبيعة الرجل ؛ فغزت كل ميدان وأخذت مكانها بجداراتها في كل نواحي الحياة المصرية " كما رأي أن إعطاء المرأة حقوقها هو اعتراف بالواقع وإقرار للحالة الموجودة فعلا . ولقد ضرب فكري أباظة في معظم مقالاته بالمرأة المصرية التي شغلت مناصب هامة ما بين معلمات وطبيبات ومدرسات جامعيات وغير ذلك من المهن ؛ ولم يحلن عملهن دون الحياة الزوجية السعيدة .
والجدير بالذكر أن موقع أرشيف المجلات الأدبية والثقافية يحتوي علي ستين مقالة متنوعة كتبها الكاتب الكبير خلال مراحل مختلفة من حياته الصحفية .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-آرثر جولد شميث :- قاموس تراجم مصر الحديثة ؛ ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ المشروع القومي للترجمة ؛ الكتاب رقم 521 ؛ الطبعة الأولي 2003 ؛ صفحتي 42 و43 .
2-لمعي المطيعي :- موسوعة هذا الرجل من مصر ؛ دار الشروق ؛الطبعة الأولي 1997 ؛ الصفحات من 411 – 417 .
3-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث ( 1798- 2020 ) مكتبة الآداب ؛ 2020 ؛ صفة 420 .
4-مكتبة الإسكندرية :- دار الهلال مدرسة التنوير ؛ 2010 ؛ الصفحات من145 – 152 .
5-فكري أباظة :- الارشيف - أرشيف المجلات الأدبية والثقافبة ؛ موقع علي شبكة الأنترنت يحتوي علي 60 مقالة متنوعة خلال فترات زمنية متباعدة .