كتب - محرر الاقباط متحدون 
ترأس قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان،  عصر امس الأربعاء في بازيليك القديسة سابينا في روما القداس الإلهي ورتبة تبريك الرماد في بدء زمن الصوم المبارك.
 
والقى الحبر الاعظم عظة، قال فيها : ترك لنا القديس أنسيلموس هذه النصيحة، التي يمكننا أن نتبناها هذا المساء: "اهرب لبعض الوقت من انشغالاتك، واترك أفكارك المضطربة قليلاً. أبعد عنك في هذه اللحظة الاضطراب والقلق واترك نشاطاتك المتعبة جانبًا. بادر إلى الله قليلاً واسترح فيه. ادخل إلى أعماق نفسك، واستبعد كل شيء ما خلا الله وما يساعدك على البحث عنه، وأغلق بابك، وابحث عنه. وقل يا قلبي الآن بكل نفسك، قل الآن لله: أنا أبحث عن وجهك. وجهك يا رب ألتمس"
 
 لنُصغِ إذًا، في هذا الصوم، إلى صوت الرب الذي لا يكل من أن يكرّر لنا: أدخل إلى الخفية، عُد إلى القلب. إنها دعوة سليمة لنا نحن الذين نعيش في كثير من الأحيان على السطح، ونسعى لكي تتم ملاحظتنا، ونحتاج دائمًا إلى الإعجاب والتقدير. وبدون أن نتنبّه لذلك، نجد أنفسنا بدون أي مكان خفيٍّ نتوقف فيه ونحافظ فيه على أنفسنا، منغمسين في عالم يجب أن يصبح فيه كل شيء، حتى العواطف والمشاعر الأكثر حميمية، "على شبكات التواصل الاجتماعي" - ولكن كيف يمكن أن يصبح اجتماعيًا ما لا ينبع من القلب؟ -. حتى الخبرات الأكثر مأساوية وألمًا تواجه خطر ألا يكون لها بعد الآن مكان سري يحفظها: كل شيء يجب أن يكون معروضًا، واستعراضيًّا، وموضوعًا لحديث الساعة. 
 
وهنا يقول لنا الرب: ادخل إلى الخفية، عُد إلى محورك. وهناك بالتحديد، حيث تسكن أيضًا الكثير من المخاوف والشعور بالذنب والخطايا، نزل الرب لكي يشفيك ويطهرك. لندخل إلى غرفتنا الداخلية: هناك يقيم الرب، وهناك تُقبل هشاشتنا ونكون محبوبين بدون شروط.