كتب - محرر الاقباط متحدون
ترأس قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عصر امس الأربعاء في بازيليك القديسة سابينا في روما القداس الإلهي ورتبة تبريك الرماد في بدء زمن الصوم المبارك.
والقى الحبر الاعظم عظة، قال فيها : عندما تتصدّق، وعندما تصلي، وعندما تصوم، احرص على أن يكون ذلك في الخفية: لأنَّ أَبوكَ في الواقع يَرى في الخُفيَةِ.
أدخل إلى الخفية: هذه هي الدعوة التي يوجهها يسوع لكل واحد منا في بداية مسيرة الصوم. إنَّ الدخول في الخفية يعني العودة إلى القلب، كما حذر يوئيل النبي. إنها رحلة من الخارج إلى الداخل، لأنَّ كلَّ ما نعيشه، حتى علاقتنا مع الله، لا يمكنها أن تقتصر فقط على المظاهر، وعلى إطار بلا صورة، على غطاء للنفس، بل تولد من الداخل وتتوافق مع حركات القلب، أي مع رغباتنا، ومع أفكارنا، ومشاعرنا، مع جوهر شخصنا.
الصوم إذن يجعلنا نغوص في حمام تطهير وتجرّد: فهو يريد أن يساعدنا لكي نزيل كل "تبرُّجٍ"، وكل شيء نضعه لكي نبدو مناسبين، وأفضل مما نحن عليه. والعودة إلى القلب تعني أن نعود إلى الأنا الحقيقي لنقدّمه كما هو، عارٍ ومجرَّد من كلِّ شيء، أمام الله. تعني أن ننظر إلى داخل وندرك حقيقتنا، ونخلع الأقنعة التي نرتديها غالبًا، ونبطئ سباق جنوننا، ونعانق حقيقة أنفسنا. إنَّ الحياة ليست مسرحية، والصوم يدعونا لكي ننزل من مسرح الخيال، لكي نعود إلى القلب، إلى حقيقة ما نحن عليه. ولهذا السبب، هذا المساء، بروح الصلاة والتواضع، ننال الرماد على رؤوسنا. إنها لفتة تريد أن تعيدنا إلى واقع ذواتنا الأساسي: نحن تراب، وحياتنا مثل نسمة، لكن الرب - هو وحده - لا يسمح لها بأن تتلاشى؛ فهو يجمع ترابنا ويصوغه، لكي لا تذرِّيه رياح الحياة العاتية، ولا يذوب في هاوية الموت.