ياسر أيوب

في الدقيقة 61 من مباراة غينيا الاستوائية وغينيا بيساو.. أحرز لاعب غينيا الاستوائية إينيسو إيميليو لوبيز هدفه الثالث في تلك المباراة.. وفوجئ به الجميع في الملعب وعبر شاشات التليفزيون يجمع زملاءه ويرقصون معا.. ولم يكن إينيسو وقتها يحتفل بأنه صاحب أول هاتريك في بطولة إفريقيا الرابعة والثلاثين.. وأصبح أكبر لاعب سنا في تاريخ البطولة منذ 1957 يسجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، حيث تخطى الرابعة والثلاثين من العمر.

 

إنما كان إينيسو يحتفل بمكافأة العمر التي جاءت بعد انتظار عشر سنوات والحلم الذي تحقق بعدما كاد صاحبه يراه مجرد وهم وسراب.. وكان احتفالا اختصر في لحظات قليلة التاريخ الإنسانى الحزين والجميل لغينيا الاستوائية وأهلها.. وكان أيضا تجسيدا للعلاقة المعقدة والمنسية التي لا ينتبه إليها كثيرون بين الرقص وكرة القدم.. وكان إينيسو المولود في بالما دى مايوركا لأب مهاجر من غينيا الاستوائبة وأم إسبانية قد عاد إلى غينيا الاستوائية ليلعب لمنتخبها وهو في الرابعة والعشرين من عمره بعد مشوار كروى حافل في إسبانيا.

 

وشارك إينيسو في فوز منتخبى إسبانيا تحت 19 وتحت 21 سنة ببطولة أوروبا في 2007 و2009 إلى جانب ميدالية الذهب في ألعاب البحر المتوسط 2009.. وبعد اللعب لمايوركا وريال سوسيداد في إسبانيا وميدلزبره وبرمينجهام في إنجلترا.. اضطر إينيسو للابتعاد عن أضواء غرب أوروبا واللعب في قبرص والبوسنة غير مقتنع بأن هذه هي نهايته مع كرة القدم.. ولم يتخيل إينيسو يوما سيأتى يصبح فيه هو هداف بطولة إفريقيا في كوت ديفوار.

 

وأنه سيجمع زملاءه في منتخب بلده في وسط الملعب للرقص احتفالا كعادة أهل غينيا الاستوائية الذين يرقصون الباليلى والإيبانجا والأبيرا على إيقاعات السوكوس والماكوسا.. وقد أخطأ بعض الصحفيين الأوروبيين حين تخيلوا أن إينيسو وزملاءه يرقصون تقليدا لمايكل جاكسون بينما كانوا في الحقيقية مثل أهل بلدهم الذين لا يرقصون فقط للفرحة إنما للحياة بفرحها وحزنها وللأحلام الممكنة والمستحيلة وللحقوق حتى لو بقيت ضائعة أو منسية.

 

وإذا كانت هذه هي رؤية أهل غانا الاستوائية للرقص.. فإن إفريقيا كلها مزجت الرقص بكرة القدم، سواء لتشجيعها أو لعبها.. وتبقى كرة القدم هي أكثر ألعاب العالم اقترابا من الرقص.. فهى اللعبة الوحيدة من بين كل ألعاب الكرة التي تعتمد على القدم.. ليست السلة أو الطائرة أو اليد أو الكرة الأمريكية والرجبى والهوكى والبيسبول والتنس والإسكواش.. ولهذا أصبح لاعب الكرة كأنه يرقص لها وبها ومعها.. وبعدما رقص إينيسو احتفالا وفرحة بنجاحه.. تقرر إطلاق اسمه على كرة بطولة إفريقيا المقبلة التي تستضيفها المغرب 2025.

نقلا عن المصرى اليوم