وسط تصاعد المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة إسرائيلية لاقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، وبينما كثفت إسرائيل غاراتها على المدينة براً وبحراً وجواً، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، شددت تل أبيب على موقفها.
نتنياهو: مستمرون بالتصعيد
فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، أن إسرائيل لن تهدر أية فرصة لتحرير المزيد من الأسرى في غزة، واصفاً الضغط العسكري المستمر بـ"الضروري لتحقيق الأهداف"، وفق زعمه.
وصدر بيان نتنياهو بعد أن أعلنت إسرائيل استرجاع أسيرين، فجر الاثنين، في عملية جرت بمدينة رفح الواقعة على حدود قطاع غزة مع مصر.
أتى هذا الإعلان في وقت تتصاعد فيه المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة إسرائيلية لاقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
فقد كثفت إسرائيل غاراتها على المدينة براً وبحراً وجواً، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، وقوع أكثر من 100 قتيل، وإصابة 230.
في حين أوضح المركز الفلسطيني للإعلام في تعليق على حسابه في تليغرام، أن معظم القتلى من الأطفال والنساء النازحين، وأن الضربات الإسرائيلية استهدفت مسجدين وعدة منازل بمناطق متفرقة.
كما أضاف أن العشرات من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.
مليون و400 ألف فلسطيني في قضاء رفح
يشار إلى أن واشنطن كانت حذرت أمس من أي هجوم بري على رفح، وقال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ في مقابلة مع "العربية"، إن لدى واشنطن قلقا شديدا من أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، مشيرا إلى أن على إسرائيل مسؤولية في تجنيب المدنيين مزيدا من الخسائر.
وقبلها، نبهت مصر أيضاً مراراً وتكراراً من اقتحام المدينة الفلسطينية، ملوحة بإمكانية تعليق العمل باتفاقية السلام الموقعة عام 1979 بين البلدين.
كذلك حذرت حركة حماس من وقوع "مجزرة" في رفح التي باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب قطاع غزّة، مع مواصلة إسرائيل قصفها الكثيف.
يذكر أن مليونا و400 ألف فلسطيني يتواجدون في قضاء رفح المحاذي للحدود المصرية، بعدما نزح عشرات الآلاف منهم من شمال القطاع ووسطه، وحتى من مدينة خان يونس الجنوبية، هرباً من الغارات الإسرائيلية حيناً وتنفيذاً لأوامر الجيش الإسرائيلي أحيانا أخرى.