د. أمير فهمي زخارى 
ألم يكن الله قادر ان يخلق إنسان لا يخطئ؟
السؤال
نقول بأن رزق الإنسان مكتوب له وهو في رحم أمه وبأن ما سيجري له وعليه مكتوب أيضا وبأنه شقي أم سعيد كل ذلك مكتوب قبل الولادة وغير ذلك من أمور التسير الإلهي فكيف تقولون بأن الإنسان مخير وليس مسيرا، وإن قلت لي إذا وقفت بين بيت للعبادة والملهى فأنت الذي تختار ما تريد فلما لا نقول بأن الله قد كتب لك ذلك بأن تقف بهذا الموقع وتختار انت كذا أو كذا؟
 
* في القرآن الكريم"
- الله تعالى مسير للإنسان:
قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ.
- الله تعالى مخير للإنسان:
قال تعالى: فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}.
وقال تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا [آل عمران:145].

* في الكتاب المقدس:
- قد حلف رب الجنود قائلا:
كما قصدت يصير وكما نويت يثبت؛ هذا هو الماضى به على كل الأرض؛ وهذه هي اليد الممدودة على كل الأمم؛ فإنه رب الجنود قد قضى فمن يبطل ويده هي الممدودة فمن يردها؛ سفر أشعياء اصحاح 14 ومن العدد 24 - 27
- هوذا يهدم فلا يبنى؛ يغلق على إنسان فلا يفتح؛ سفر أيوب اصحاح 12 والعدد 14
 
 الله تعالى مخير للإنسان:
- ان شئتم وسمعتم تأكلون خير الارض؛ وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم؛ سفر أشعياء اصحاح 1 والعدد 19.
- وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب اختاروا لأنفسكم اليوم من تعبدون؛ سفر يشوع إصحاح 24 والعدد 15.
- يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها؛ كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا!!! هوذا بيتكم يترك لكم خرابا؛ إنجيل متى اصحاح 23 والعدد37.
- يقول الرب الإله لشعبه: (أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ ٱلْحَيَاةَ وَٱلْمَوْتَ. ٱلْبَرَكَةَ وَٱللَّعْنَةَ. فَٱخْتَرِ ٱلْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ)، سقر تثنيه30 والعدد 19.
 
فإنه لا يصح أن يقال: إن الإنسان مخير أو مسير، لأنه مخير ومسير. فهو مسير لما خلق له، ومخير، لأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً، فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع...
 
* فى المقال القادم سوف نناقش مسألة القضاء والقدر في الأديان السماوية وغيرها.
 
 وسوف نناقش:
- حادثة تسليم يهوذا للسيد المسيح، مكتوب في العهد القديم أن هناك شخص سيأتي ويسلم المسيح، فيأتي من يتساءل: إذا كان مكتوباً ذلك فما هو ذنب يهوذا بهذا الأمر؟
- وماذا عن بطرس، حيث قال له المسيح: قبل أن يصيح الديك مرتين سوف تنكرني ثلاثة مرات، هل هذا يعني أن بطرس كان مسيّراً وفق المكتوب؟
- وأيضا في الصلاة الربانية عندما نقول لتكن مشيئتك، كما في السماء، كذلك على الأرض... معنى ذلك اننا مسيرين وليس مخيرين؟؟؟!!!!
تحياتي للجميع...