ياسر أيوب
تستمر الأخطاء وتكبر حين لا يعترف بها أصحابها ليبدأوا إصلاحها وتلافى أسبابها ومقدماتها.. والخطأ الحقيقى لاتحاد الكرة لم يكن بنود التعاقد مع فيتوريا دون أى حقوق للاتحاد وكانت كلها لفيتوريا.. إنما كان الخطأ هو قيمة هذا التعاقد وما هى الأسس والدوافع التى جعلت الاتحاد يقبل ويختار فيتوريا الذى لم يسبق له العمل سابقا مع أى منتخب بقيادة منتخب مصر مقابل مليونين و628 ألف دولار سنويا.. بينما وليد الركراكى الذى قاد المغرب للمركز الرابع فى المونديال الماضى يتقاضى فقط 780 ألف دولار.. وأليو سيسيه الذى قاد السنغال للفوز ببطولة إفريقيا الماضية والتأهل للمونديال الماضى يتقاضى فقط 588 ألف دولار.. وسباستيان ديسابر الذى قاد الكونغو الديمقراطية لنصف نهائى البطولة الحالية يتقاضى فقط 495 ألف دولار.. وأسماء وأرقام أخرى تثير الدهشة والاستغراب والتساؤل والاستياء أيضا.. فلم يحقق فيتوريا قبل المجىء لمصر أى بطولات وإنجازت تستحق هذا الرقم الضخم والمبالغ فيه جدا..
وقبل مصر أنهى سبارتاك موسكو التعاقد مع فيتوريا لسوء النتائج، وكذلك نادى النصر السعودى.. ولا أقصد أى تشكيك فى الذمة المالية لأى أحد ولا أقصد أيضا اتحاد الكرة الحالى وحده.. إنما أتحدث فقط عن غياب سياسة مالية واضحة ومحددة ودائمة للكرة المصرية تجعلنا نتعاقد إما كأثرياء جدا لا يعنينا بعثرة المال أو كأننا سذج وطيبون للغاية يسهل خداعنا والتلاعب بنا.. وأتحدث عن ضرورة وجود سقف للتعاقدات لا يمكن تخطيه مهما تغيرت وجوه وأسماء من يديرون الاتحاد.. فمن المحزن أن تدفع مصر لروى فيتوريا 2.6 مليون دولار، بينما كان ديديه ديشامب الذى قاد فرنسا للفوز بكأس العالم يتقاضى 3 ملايين دولار.. وساوث جيث الذى قاد إنجلترا لنهائى أمم أوروبا يتقاضى فقط 2.3 مليون دولار.. وحين تعاقدت الصين مع مارتشيلو ليبى لقيادة منتخبها مقابل 28 مليون دولار.. أصبحت مثار سخرية الجميع لأن التعاقد مع أى مدرب لقيادة أى منتخب لابد أن تسبقه عدة حقائق لا يجوز إهمالها.. من هو هذا المدرب ونجاحاته وهل كانت مع أندية أم منتخبات وهل هو المناسب لهدف وخطة اتحاد مصر ومنتخبها.. وما قيمة تعاقده فى الخمس سنوات الأخيرة وهل انتهت هذه التعاقدات بشكل طبيعى أم تم إنهاؤها نتيجة إخفاق وفشل.. وهل ما سيتقاضاه هذا المدرب يتناسب أولا مع ميزانية الاتحاد المصرى واستطاعته المالية وأيضا مع الطموح الكروى المصرى حاليا الذى لا يتجاوز بطولة إفريقيا والتأهل للمونديال ضمن تسعة بلدان إفريقية.. والأهم من ذلك كله هو عدم الإصرار على أن يكون أجنبيا طالما سيقدم ما يستطيع تقديمه وربما أقل مما قد يقدمه مدرب مصرى.
نقلا عن المصرى اليوم