راعى كنيسة الملاك ميخائيل "غربال"
{ اليوم ٤١ سنة علي نياحته }
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ
(رواد مدارس احد اسكندرية)
القمص اثناسيوس فهمي جورج
كان شماساً خاصاً للمتنيح القديس انبا ابرام الاول اسقف الفيوم ، خدم واعظاً متجولاْ متتلمذاً على يد القمص سرجيوس "الزعيم القبطى خطيب ثورة ١٩١٩م" ، فاخذ من روحه النارية تارة والثورية تارة اخرى . لذلك كانت خدمته مع نشأه حركة مدارس الاحد على اعتبار انها حركة اصلاحية ، فى زمن الارساليات الذى اسس فيه چون هوج John Hogg وميسى دالاس Messi Dallas اول نموذج للتعليم الدينى للاطفال ومدارس الامريكان بالاسكندرية . ( ش اسطفان غربال ) .
لكن شخصية ابينا القمص باسيليوس اسحق الواثقة جعلته يحول السلبى الى ايجابى ، فكان يجوب الثغر السكندرى ، ومن قبله ايضا كان القمص يوسف مجلى والقمص فيلبس بطرس ، واعظين الشعب ومتخذين من المدارس والجمعيات القبطية فروع لمدارس الاحد التى بدأت تقريباً فى الاسكندرية سنه ١٩٢٠م . بمجهودات فردية تحولت الى جماعية ثم مؤسسية . ( جمعية التوفيق والثبات القبطية - جمعية شمس البر - جمعية اصدقاء الكتاب المقدس - جمعية اليقظة والنهضة - جمعية الاخلاص القبطية - جماعة الاصلاح القبطي - جمعية الرعاية الخيرية المسيحية - جمعية ثمرة السلام القبطية ) .
حرص القمص باسيليوس اسحق على شرح العقيدة وخلاصة الاصول الايمانية فى معتقدات الكنيسة القبطية ، فلعله هو من اوائل الكهنة السكندريين فى العصر الحديث الذى قام بعمل مؤلفات دراسية كتب فيها عن :
١- مرشد الطالبين الى كتاب الحق الثمين
٢- حياة السيد المسيح ( دراسة تحليلية لحياة المسيا )
٣- الكنيسة فى السياسة
٤- الرد على شهود يهوه.
٥- الحق .
كان ابينا القمص باسيليوس علامة فى جيله فبتلمذته للقمص سرجيوس ولخدمته لانبا ابرام جعلت له اتصالات وعلاقات سياسية وتطلعات اصلاحية وادارية . مقتنصاً المبادرة فى تفعيل عمل الجمعيات القبطية لتأخذ دورها فى بناء الكنائس ، حيث قامت جمعية الاخلاص القبطية ببدء تأسيس كنيسة العذراء بمحرم بك ، ثم قامت جمعية الملاك ميخائيل بتأسيس كنيسة الملاك بغربال ، ثم قامت جمعية الكرمة بتأسيس كنيسة مارجرجس بغيط العنب ، وجمعية مارمينا للدراسات القبطية بتأسيس كنيسة مارمينا بفلمنج ، وكيف ان الجمعيات ولدت منارات وفروع للتعليم الكنسي .
طبع خدمة مدارس الاحد بالطابع الدفاعى والجدلى ، فتضمن تعليمه دحضن البدع والتيارات البروتستانية والكاثوليكية والرد على شهود يهوه ومحاوره المشايخ المهاجمين للعقيدة المسيحية . لكنه ايضا فى ذات الوقت كان مهاب الجانب وله علاقة قوية باقطاب السياسة والدولة المصرية . داعياً الى وحدة الامة ، متكاتفاً مع شيوخ الازهر فى توعية الجماهير اثناء ثورة ١٩١٩م فقطع بوطنيته الصادقة الطريق على الاستعمار فى بث التفرقة .
زامل فى زمانه باقة من الاباء الكهنة السكندريين الذين اتسمت خدمتهم بالخدمة الجهارية والنارية الذين من اشهرهم القمص ميخائيل سعد والقمص مرقس باسيليوس والقمص بطرس رياض ، وقد رات مدارس احد الاسكندرية فى ابينا باسيليوس اسحق انه مصلحاً كالبابا كيرلس ابو الاصلاح وزعيماً قوياً كأنبا شنودة رئيس المتوحدين وثورياً كالقمص سرجيوس معلمه ، وقد عمل به الله الكثير فى احياء الاسكندرية القديمة والمسماه ب "راكوتى" Ⲣⲁⲕⲟϯ قبل وجود امتدادتها واتساعاتها الحالية.
ان نظام الهنا واحد يبدأ ، والثانى يكمل ، فقد جاء كثيرون بذروا البذار ، واتت اجيال من بعدهم ليكملوا عمل من سبقوهم . ممتصين الرحيق كالفراشة من كل بستان ليفرزوا بالنهاية عسلاً نقياً شهياً ولن ننسى ريادتهم ، لانها بالله معموله وقد تكبدوا اتعاب كثيرة فى ارض غير ممهدة لكن كل الم يؤول الى ثقل مجد ابدى . انني افتخر بان اقدم سيرته بمناسبة مؤتمر مئوية مدارس الاحد ؛ وقد عاصرته قبل رحيله ونلت بركة تكفينه في ٦ / ٢ / ١٩٨٣ م نيح الله نفسه وكلله بالاكاليل التي وهبها للفعلة الامناء .