Oliver كتبها
- حين ينسج الروح القدس الخيوط الإلهية التى تصل بين كلمات الكتاب المقدس و الكلمة اللوجوس يثمر لنا قديسيه الذين تسربلوا بالروح .القديس العظيم أنبا أنطونيوس الذى تشبه بسمعان الشيخ.إذ إقتاده الروح إلى الهيكل و هناك خاطبه إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب و بع كل مالك.كان الروح القدس قد حرث قلب أنطونيوس رواه بالشوق فلما سمع كلمات الكتاب إلتصق بالكلمة.
- الأنبا أنطونيوس هو الرجل الذى عرف غاية الإنجيل أنه روح و حياة فعاش بالروح و ربح الحياة و صار هيناً في عينيه أن يترك ماله و يتبع المسيح حاملاً صليبه كل يوم.لم يخرج للكرازة فى طيبة أو حتى أثينا .لم يطوف المدن و القرى بالجسد لكنه خرج يبشر كيوحنا.البرية موطن خدمته و الصلاة دعوته و الفقر الإختيارى يؤهله للغني الإختبارى.الروح القدس يتولى شبعه و هو يشهد فى البرية.
- هو الرجل الذى عرف تفسير الآيات من الروح الساكن فيه.فخضع للتفسير و باع الكل ملتصقاً بالواحد.صار آدم الرهبان و نوح البرية و الروح فيه أثمر و أكثر و جعله أب رهبان العالم.
- تحولت كلمة الله إلى لذة.صديق العمر كله.شريكة الصلاة و منبعها.القديس إفترش الأرض محتضناً بالهذيذ حرفاَ حرفاً من مزامير داود.بشر الصحراء بالصلاة فكثر سكانها أكثر من القرى المجاورة.بشارة أنبا أنطونيوس كانت الإتحاد بكلمة الإنجيل دون تردد دون تقلب دون إرتباك بالأشياء و الأشخاص.
- حين دخل أنبا أنطونيوس عمق الوصية تعلم منه تلميذه القديس أثناسيوس أدق تفاصيلها.من حياة أب الرهبان ترسخ فى قلب أثناسيوس العظيم معرفة اللاهوتيات و إستنارة الإيمان رغم غيوم الهراطقة.
- كانت الصحراء فى مصر موحشة.موطن أسود و ووحوش.لكن البار أنبا أنطونيوس جعلها مدرسة روحية ملتهبة.كانت كل العلوم فى مدرسة الإسكندرية إلا علم الأنبا أنطونيوس الذى أضافه ليس لمكتبة الإسكندرية وحدها بل للعالم كله.أضاف علم الرهبنة الروحية و بالتلمذة عليه من كثيرين أضاف علم الآبائيات و النساك.و جعل فى البرية معقلاً للإيمان يصد كيد الهراطقة.
- كانت رسائل أنبا أنطونيوس العشرون هى صوت صارخ فى البرية و من البرية.وصل صداه إلى أقصى المسكونة فكان تأثير سيرته أعظم دليل على أن الرهبنة ليست إختراعاً بشرياً بل إستجابة قلبية لدعوة إلهية لذلك لم يتندر أحد على الرهبنة حتى ظهر فى أواخر الأيام من لم يتعلم عمل الروح القدس فى ملايين البشر الذين أسرتهم سيرة أنبا أنطونيوس و تعاليمه كما دونها أنبا أثناسيوس .
- صار القديس العظيم مقصداً للأمراء و الملوك فى إمبراطورية الرومان .علم اليونانيين و هو لم يتعلم اليونانية.أنجب البطاركة و هو الذى بلا رتبة.نناديه أنبا و هو رجل بلا كهنوت لكنه أرفع شأنا من الأساقفة.آنية الروح كان ممتلئاً حكمة. ترك العالم فسعى العالم كله يتعجب منه.هكذا يحدث بكل من بنفس سوية و قلب بلا قصد غير الله .كارزاً كان أو ناسكاً.كاهناً كان أو متجرداً.من يترك لأجل الله ,يغتنى.
- أنبا أنطونيوس الذى خرج بلا شيء لم يكن معتمداً على ذاته.بل فى عمق مذهل سكن الروح فى مفاصل نفسه و مفارق روحه و تفاصيل كيانه ممسكاً بنية قلبه المذبوحة حباً للكلمة المتجسد.بهذا يتيقن الإنسان المدعو للرهبنة إن كان في قلبه ما صار فى قلب أنبا أنطونيوس أب الرهبنة و الرهبان إلى نهاية العالم.كان أنبا أنطونيوس يقرأ أنبا بولا ككتاب روحى.و يتعلم سكان البرية القلائل الذين سبقوه كمن يعاين صورة و مثال الله غير المتشوهة.لهذا لم يتأثر من قلة تعليمه بل صار معلماً لأعظم لاهوتي القديس أثناسيوس و أعظم راهب ليتورجي القديس سرابيون تلميذه الذى وضع قداساً بإسمه و صار أول أسقف راهب فى الكنيسة.فصار أبا أنطونيوس كالرافدين للعقيدة و الليتورجيا من خلال تلميذيه .
- عجباً لك يا كوكب البرية لأن شمسك تتلألأ حتى فى الليل.جعلت الصلاة توهجاً بالروح فأشرق وجه الروح فى قلبك و جعلك ذبيحة مرضية نستمتع بشهد سيرتها.سلام لك من قلوبنا و سلام لقلوبنا و للكنيسة و للبرية فى كل العالم بصلواتك و شفاعتك.