ياسر أيوب
منذ خمسين عامًا.. استضافت مصر بطولة أمم إفريقيا للمرة الثانية فى تاريخها.. ولم تكن مصر وقتها تفتش أو تنتظر فقط لقبها الإفريقى الثالث بعد بطولتى 1957 و1959.. إنما كانت أيضًا تنتظر فرحة كروية للمنتصرين بعدما عرفت الفرحة الكروية للمهزومين حين فاز الإسماعيلى فى 9 يناير 1970 ببطولة أندية إفريقيا.. يومها كانت مصر كلها فى استاد القاهرة تنتظر وتحلم بأى فرحة خلاصًا من أحزان ومرارة الهزيمة فى حرب يونيو.. لكن مصر فى بطولة إفريقيا 1974 كانت تفتش عن فرحة مختلفة ستأتى بعد انتصار مصر فى حرب أكتوبر.. فقد أقيمت البطولة بعد 30 يومًا فقط من فض الاشتباك بين الجيشين المصرى والإسرائيلى ونهاية الحرب.. ووسط فرحة الانتصار والعبور بدأت البطولة فى الأول من مارس بمباراة فى استاد القاهرة فازت فيها مصر على أوغندا فى المجموعة الأولى التى ضمت أيضًا زامبيا وكوت ديفوار
وأقيمت مبارياتها فى القاهرة والمحلة الكبرى.. وكانت الكونغو حاملة لقب البطولة الماضية، ومعها الكونغو الديمقراطية أو زائير وقتها وغينيا وموريشيوس فى المجموعة الثانية التى أقيمت مبارياتها فى الإسكندرية ودمنهور، حيث كانت مدن القناة لاتزال مدن حرب ومواجهة اضطر أهلها لمغادرتها بعد يونيو 1967.. وبكبرياء الانتصار العسكرى والسياسى كان لاعبو مصر وجماهيرها يريدون انتصارًا كرويًا أيضًا.. فبعد الفوز بأول بطولتين إفريقيتين.. والمركز الثانى 1962، والثالث 1963، والغياب عن بطولتى 1965 و1968 بالانسحاب، والمركز الثالث 1970، وخسارة تصفيات 1972.. باتت مصر تريد استعادة هيبتها الكروية ببطولة إفريقية جديدة..
وبعد الفوز على أوغندا ثم زامبيا ثم كوت ديفوار.. تأهلت مصر لقبل النهائى لتواجه الكونغو الديمقراطية.. ولم ينشغل المصريون كثيرًا بهذه المباراة قدر انشغالهم بمن سيفوز فى مباراة الكونغو وزامبيا استعدادًا للفوز على أىٍّ منهما والوصول للمباراة النهائية، حيث كأس البطولة التى ينتظرها الجميع.. وبالفعل تقدمت مصر بهدفين.. وعلى حد تعبير النجمين الكبيرين على أبوجريشة وحسن شحاتة.. تسابق لاعبو مصر فى تسجيل أهداف أكثر واثقين من انتصارهم لتحقق الكونغو الديمقراطية المفاجأة، وتحرز ثلاثة أهداف متتالية وتفوز بالمباراة، وتخرج مصر من البطولة.. ولم تكتفِ الكونغو الديمقراطية بذلك إنما فازت بعدها على زامبيا فى النهائى الذى انتهى أولًا بالتعادل عقب وقت إضافى.. ولم تكن هناك ضربات جزاء ترجيحية فأعيدت المباراة بعد يومين، وفازت الكونغو الديمقراطية فى نفس استاد القاهرة الذى شهد منذ ثلاث سنوات فرحة المصريين بفوز الإسماعيلى وحزن الناس فى الكونغو الديمقراطية لخسارة ناديهم إنجلبير أو مازيمبى حاليًا.. وتكررت الفرحة والحزن بين البلدين أمس الأول بعد خمسين عامًا بعد فوز الكونغو الديمقراطية على مصر.
نقلا عن المصرى اليوم