الأقباط متحدون - ثورة 25 يناير تبعث من جديد!
أخر تحديث ١٣:٢٤ | الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٠ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ثورة 25 يناير تبعث من جديد!

بقلم: منير بشاي
 شعب مصر العظيم صاحب أعرق حضارة عرفها التاريخ، أظهر اليوم معدنه الأصيل، نعم هو شعب طيب، ونعم هو شعب متدين، ولكنه أيضًا شعب يعرف الفارق بين الطيبة والبلاهة، ويستطيع أن يميِّز بين الدين وبين مَن يستخدم الدين كتجارة.
 أثبت الشعب المصري اليوم أنه فعلاً صاحب السيادة، ومصدر السلطات، حتى في الوقت الذي ما يزالون يتحاورون ما إذا كان الدستور يجب أن يشتمل على هذا المبدأ أم لا!
 في 25 يناير 2011، أسقط الشعب المصري بقيادة شبابه الواعي نظامًا استفحل في مصر ضاربًا بفساده في كل مؤسسات الدولة، ومحاطًا بالأعوان الذين حسبوا مصر هدفًا سهلاً للنهب والارتزاق الحرام. ولكن الشباب الأبي استطاع زحزحة الطاغية وإجباره على الرحيل في ثورة أبهرت العالم، وأحدثت نمطا جديدًا من الثورات البيضاء التي رفعت شعارًا لها: "خبز- حرية- كرامة- عدالة اجتماعية"..
ولكن للأسف كان هناك مَن يراقب الثورة من بعيد، وعندما وجد الفرصة سانحة، قفز على الثورة، واستولى عليها بأسلحته التي يجيدها، وهى اللؤم والكذب والمراوغة والخداع! استغلوا ثقة البسطاء في الدين والمتدينين، وصوروا أنفسهم للشعب الطيب بأنهم يحملون الخير لمصر، وأعطوا الناس عربون هذا الخير المزعوم في صورة قليل من المال أو شيء من اللحوم والسكر والزيت ممولة من جهات غير معلنة، ولكن الواضح أنه تخطيط للاستيلاء على مصر؛ لتحييد دورها الريادي، ولتصبح مجرد ولاية في تنظيم عالمي رجعي، يُبعدها عن ركب الحضارة، ويحوِّل رجالها إلى عبيد، ويعود بنسائها إلى عصر الحريم والجواري وملكات اليمين!
وسقطت الأقنعة... فكانت أجندتهمم واضحة لا يختلف عليها اثنان، وأيضًا أدواتهم للوصول للهدف، ظهرت أولاً في مسودة دستور جديد لا تخطيء العين ملاحظة أنه سيحقق لهم ما يريدون. فمن بند يُعطي رئيس الجمهورية الحق في التلاعب بحدود الوطن، إلى إعطائه الحق في نقل عاصمتها وتغيير علمها وشعارها وأوسمتها وشاراتها وخاتمها ونشيدها الوطني. وما خططهم لبيع سينا إلى حماس (الشقيقة) إلا مثال واضح على أن مَن قالوا "طظ في مصر" لا تهمهم مصر كثيرًا. وأنهم يفضلون الباكستاني المسلم على ابن البلد القبطي!
حاول الشعب المصرى الاعتراض بهدوء وتوجيه نظر القائمين على الأمور، ولكنهم كانوا يقابلون بآذان صماء. وأخيرًا جاء الإعلان الدستوري الذى حوَّل الحاكم إلى ديكتاتور، يصدر ما يريد من قوانين دون معارضة، ويتخلص كما يشاء من المصريين ويودعهم السجون دون محاسبة.
 واستيقظ المارد وهب الشعب معًا في ثورة مليونية تعتبر بعثا لثورة 25 يناير ضد الحاكم المستبد الجديد الذي فاق في استبداده من سبقه.  كانوا يطالبون في البداية بإلغاء الإعلان الدستوري المستبد، ولكن بعدما تبين أن النظام لا نية عنده لتحقيق هذا المطلب، ارتفع سقف مطالب الجماهير.
وبدأنا نسمع الشعار ذو النغمة الجميلة "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"ارحل ارحل ارحل".. وفي اعتقادى أن النظام الإخواني قد انتهت مدة صلاحيته، وعليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل. وإلا فإنه يجب ترحيله بالقوة، فالوطن الذي سرق بالقوة لن يسترد بغير القوة.
Mounir.bishay@sbcglobal.net

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter