حمدى رزق
لو كان حيًّا لصرخ فيهم كفاكم عبثًا بمعانٍ سامية، أتحدث عن العظيم «مصطفى كامل»، صاحب أشهر مقولات الوطنية المصرية: «لَوْ لَمْ أَكُنْ مِصْرِيًّا لَوَدِدْتُ أَن أَكُونَ مِصْرِيًّا».
صحيح الزمن غير الزمن، ومقولة «طيب الذكر» غير قابلة للصرف فى زمن تُرهَن الجنسية فيه بسعر الصرف فى السوق السوداء، وصحيح أن من حق كل إنسان أن يبحث عن مصلحته، وصحيح أن ازدواج الجنسية من متطلبات المرحلة الرمادية، معلوم أن المصلحة تحكم، وكل واحد يبحث عن مصلحته، وربنا يسهل لعبيده!!.
ولا تثريب عليكم اليوم إذا تجنّستم، والقانون يسمح بالازدواج، والمجتمع لا يستنكف، بالعكس المزدوجون يحوزون الرضا والقبول، ويركبون الترند، ويحتلون الشاشات، ويشغلون الفضاء الإلكترونى رغم أنوف المتوحدين مصريًّا!.
الجنسية الثانية فى مواسم التحاريق، لا هى تكريم ولا تشريف، فحسب مصلحة، فيلم جزء «تانى»، مسرحية إعادة عرض، مسلسل عشر حلقات.. إذن بلاش كلام منفوش كالفوم.
فقط، عندما تتنزل عليك الجنسية من علٍ، خليك حسيس، تقبلها بقبول حسن، بمعنى تجنّس وأنت حلو وأمور، وأنت جميل وكيوت، وأنت مهذب ولطيف، ولا تحك أنوفًا شمّاء بكلمات جوفاء، ولا تتصاغر تغريدًا، ولا تتذاك علينا يا فكيك!.
نفر من المتجنسين حديثًا تأخذهم الجلالة، وتدير رؤوسهم الجنسية، فيجنح أحدهم قليلًا، يزودها حبتين، وينظر، (من التنظير المُخِلّ سياسيًّا)، ويحك أنوفًا مصرية بسخافة، ويقينًا لم يطلب منهم أحد هذا الذى يتطوعون به، ولا يسعد المانحين صدور مثل هذا الهراء.
حديث المسيرة الفنية، وأعظم تكريم، وأرفع وسام، والحمد لله، وركعتا شكر، وسجدة امتنان، وتغريدة عرفان، ولسانى عاجز، ووجدانى مشتعل، ومن جوة قلبى ومن برة، كلمات جوفاء، لا محل لها من الإعراب الوطنى، لا تخاتل، خليك مباشر، طلبتَها ونُلْتَها، مبروك عليك يا حاج.
بالمناسبة، لا حاجة لنا إلى مبرراتكم ولا حيثياتكم، ولا مسوغاتكم، لم تعد تفرق معنا (مؤقتًا)، والحساب الختامى يجمع، والقاعدة الأصولية مَن شاء، ومَن شاء، كلٌّ يغنى على ليلاه، عن جنسية تُعينه على قضاء حوائجه.
سوق الوطنية جَبَر، فبرجاء، بلاش تغنوا علينا، بئر الجنسية فاغرة فاها يلقف الملتاسين، والملتاس لفظ لن تجد شروحات له فى المعاجم اللغوية، يترجم (حايح) على المصلحة، يقضى منها (من الجنسية) وطرًا.
خلاصته كل واحد ينام على الجنب اللى يريّحه، ويحمل الباسبور اللى يغنيه.
وبالمناسبة، الجنسية الثانية كالزوجة الثانية على سبيل الترفيه وتزجية الفراغ الوطنى، كالزواج العرفى لا هو حرام دينيًّا ولا مؤثَّم جنائيًّا، فقط منكر وطنيًّا، زمان كان المزدوجون يتدارون خجلًا، فى زمن يُوزَن الرجال فيه بسعر الصرف يتباهون تجنسًا، اللى اختشوا ماتوا من الخجل الوطنى.
نقلا عن المصرى اليوم