محرر الاقباط متحدون
قرأ السفير البابوي في فرنسا في ٢٥ كانون الثاني يناير رسالة من الأب الأقدس خلال تسليم جائزة الأب جاك هاميل الصحفية وذلك في لورد.
كانت شخصية ورسالة الأب جاك هاميل الكاهن الفرنسي المسن الذي راح ضحية اعتداء في السادس والعشرين من تموز يوليو عام ٢٠١٦ حيث قُتل ذبحا في روان في ختام احتفاله بالقداس، محور رسالة وجهها البابا فرنسيس لمناسبة لقاء القديس فرنسيس دو سال الدولي السابع والعشرين الذي عُقد في لورد الخميس ٢٥ كانون الثاني يناير. وقد قرأ السفير البابوي في فرنسا المطران شيليستينو ميليوري رسالة الأب الأقدس خلال تسليم الجائزة التي تحمل اسم الأب هاميل والتي أسستها رابطة وسائل الإعلام الكاثوليكية وتُمنح لمن يسلطون الضوء في عملهم على مبادرات السلام والحوار بين الأديان. وأشار البابا في الرسالة إلى أهمية نشر رسالة الكاهن الفرنسي باعتبارها لقاحا ضد العنف والتشدد، الكراهية ورفض الآخر المتزايدة مع الأسف في مجتمعاتنا.
وفي حديثه عن الجائزة وصفها الأب الأقدس بأداة جيدة من أجل تشجيع ودعم ومكافأة من يعملون على بناء عالم أكثر أخوّة في احترام لمعتقدات الجميع. ولهذا، واصل البابا فرنسيس، فإن مهنة الصحافة مدعوة إلى المشاركة في تكوين وتربية الضمائر وخاصة ضمائر الأجيال الشابة. وأراد قداسة البابا لفت الأنظار إلى أن هذا التحدي يصبح في زمننا أكثر صعوبة حيث غالبا ما ينتشر إعلام غير صحيح وكاذب عن عمد لجعل البعض في عداوة مع آخرين، وتُقبَل هذه الأنباء من أشخاص فقدوا حس التمييز الناقد أو يستغل هذا الإعلام ضعف الأشخاص وعوزهم. وأضاف البابا أن هذه أرضية خصبة للراديكالية، ويجعل هذا من الحقيقة مطلبا أساسيا موجها إلى العاملين في الصحافة وذلك في خدمة الحوار بين الأديان. وواصل قداسة البابا مشيرا إلى أن الطريق الذي يجب السير عليه، والذي ينبع من احترام القُراء، هو إعلان الحقيقة حول مًن نحن وما نؤمن به والبحث بأمانة لمعرفة مَن هم الآخرون وبماذا يؤمنون. وأكد قداسته أن هذا هو الأساس الذي لا غنى عنه لعيش أخوّة في احترام للتنوع. ومن هذا المنطلق يدعو البابا إلى الصدق في العلاقات الإنسانية وفي البحث الفكري والتعمق في الإيمان ومساعدة القراء في هذه المسيرة. شدد قداسته أيضا على أهمية التعريف بأفكار الآخرين بعيدا عن القوالب النمطية، مع التحلي من جهة أخرى بالشجاعة للإشارة على أخطائهم والانحرافات غير المقبولة وخاصة حين تكون هناك انتهاكات لكرامة الإنسان وللأخوّة.
ومن بين ما تحدث عنه البابا فرنسيس في رسالته كون العقل والقلب القوة التي يجب استخدامها وذلك بأن تقدم الاتصالات الكاثوليكية رؤية مسيحية للأحداث لا تستسلم لثقافة العدوانية التي تزدري الآخر الذي يجب بالأحرى النظر إليه بمحبة وتأسيس علاقات صادقة معه.