محرر الاقباط متحدون
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المديرة العامة لمنظمة الهجرات الدولية السيدة إيمي بوب، التي تزور روما وقد التقت بالبابا فرنسيس في الفاتيكان يوم الجمعة الفائت، وشاءت أن تحيي مواقف الحبر الأعظم المدافعة عن حقوق المهاجرين، معربة عن خيبة أملها حيال استغلال هذا الملف من قبل البعض لأغراض سياسية.
استهلت المسؤولة الأممية حديثها متوقفة عند اللقاء الذي جمعها بالحبر الأعظم في الفاتيكان، والذي خصها بمقابلة خاصة، وقالت إنها سُرت كثيراً بلقائه، مضيفة أن صوت البابا هو صوت مؤثر، خصوصا في الزمن الذي نعيشه اليوم حيث نشهد خطاباً سلبياً حيال المهاجرين، في أنحاء العالم كافة. وفي هذا السياق تكتسب أهمية كبرى مواقف البابا فرنسيس ونداءاته لصالح هؤلاء الأشخاص، وهذا أمر مهم ليس فقط بالنسبة للمنظمة الدولية للهجرات إنما أيضا بالنسبة لملايين الأشخاص في أنحاء العالم كافة، علما أن المنظمة الدولية للهجرات هي وكالة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة تعمل على تطبيق برامج لمساعدة المهاجرين واللاجئين والمهجرين داخلياً، ومن هذا المنظار إن التزامها يتماشى مع الجهود التي يبذلها البابا فرنسيس والكرسي الرسولي.
تابعت السيدة إيمي بوب حديثها لموقعنا الإلكتروني لافتة إلى أن البابا سعى ويسعى دائماً إلى تذكير الأشخاص بأن للهجرة وجهاً بشرياً، وهي قضية تعني حياة أشخاص واقعيين. وقالت إن نصف بلدان العالم تقريباً ستشهد انتخابات خلال هذه السنة، وغالبا ما تُوجّه وللأسف أصابع الاتهام نحو المهاجرين، ويُحملون مسؤولية العديد من المشاكل الراهنة داخل المجتمعات، ويتعرضون أيضاً للقدح والذم. وذكّرت في هذا السياق بأن للهجرة الكثير من النتائج الإيجابية في البلدان المضيفة، لأنها تعزز التحديث وتقود عملية النمو. في هذا السياق لفتت المسؤولة الأممية إلى أنها تبادلت الأفكار مع البابا فرنسيس حول المواضيع المتعلقة بالهجرة، مع تسليط الضوء على أبعادها الإيجابية والدعوة إلى تبني خطاب إيجابي يعكس الإسهام القيم الذي يقدمه المهاجرون في المجتمعات المضيفة في العالم كله. وقالت إنها تحدثت مع الحبر الأعظم عن كيفية التعاون من أجل إدماج المهاجرين في المجتمع، وجعل البيئات مضيافة، ومواجهة التحديات المطروحة أمام البلدان التي تعاني من تدفقات الهجرة.
لم تخل النقاشات بين البابا فرنسيس والمديرة العامة لمنظمة الهجرات الدولية من الحديث عن مشكلة التبدلات المناخية وتأثيرها على ظاهرة الهجرة. وقالت السيدة بوب في هذا الصدد إن العام الماضي شهد أعداداً مرتفعة من الأشخاص الذين هاجروا بسبب المشاكل المرتبطة بالتغيرات المناخية، وهو عدد تخطى عدد المهاجرين بسبب الصراعات المسلحة. وأكدت أن المنظمة الأممية تسعى إلى مساعدة الجماعات الهشة، التي تعاني من تبعات التغيرات المناخية، على الصمود كي لا يُرغم الأشخاص على ترك بلادهم لهذا السبب. وهي تحاول في الوقت نفسه أن تبحث عن كيفية الإفادة من الهجرات كوسيلة تخفف من نتائج التغيرات المناخية. وقالت، في ختام حديثها لموقعنا الإلكتروني، إننا نعلم أنه في الوقت الراهن لا يوجد عدد كاف من الأشخاص في الأماكن والمواقع اللازمة، أو لا يتمتعون بالكفاءات المطلوبة من أجل التوصل إلى الأهداف التي حددها اتفاق باريس بشأن المناخ. وأكدت أن ثمة حاجة إلى الهجرات من أجل بلوغ تلك الأهداف الموضوعة.