محرر الأقباط متحدون
على هامش مشاركته في الاحتفالات لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لرحيل الكاردينال إتوريه كونسالفي توقف أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين عند الاحتفال يوم السبت المقبل، كما في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير من كل عام، بذكرى المحرقة النازية أو الهولوكوست، لافتا إلى أن ظاهرة معاداة السامية برزت مجدداً وللأسف على خلفية الصراع الدائر في غزة. وشدد على ضرورة الإقرار بحقوق الفلسطينيين، لكنه أكد أن لا شيء على الإطلاق يمكن أن يبرر ظاهرة معاداة السامية.
شاء الكاردينال بارولين في حديث للصحفيين أن يكرر الكلمات التي قالها البابا صباح أمس الأربعاء، في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين، عندما أكد أنه لا يمكن أن تُبرر معاداة السامية لأي سبب كان. جاءت كلمات نيافته خلال مشاركته في احتفال نُظم في البانتيون بروما ثم في كنيسة القديس مارشيلينو، في الذكرى المئوية الثانية لرحيل الكاردينال الدبلوماسي إيتوريه كونسالفي. فقد سُئل أن يعلق على هذه الظاهرة قبل يومين على الاحتفال بذكرى ضحايا المحرقة النازية، السبت المقبل. وقال: لا بد أن نكون حازمين ضد أي شكل من أشكال معاداة السامية التي وللأسف ظهرت مجددا إلى العيان على خلفية ما يجري في غزة. وأضاف أنه لا يوجد أي سبب يمكن أن يبرر ظاهرة من هذا النوع، مشيرا إلى ضرورة الإقرار بحقوق الفلسطينيين، وأعرب عن أسفه حيال نبذ حل الدولتين، لكنه أكد أن ما يجري لا يمكن أن يبرر إطلاقاً ظهور تيار يعادي السامية.
ردا على سؤال بشأن إمكانية فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية هذا العام وعودته المحتملة إلى البيت الأبيض، خصوصا بعد أن فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نيو هامشير، قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إنها عبارة عن "لعبة داخلية أمريكية" مشيرا إلى ضرورة عدم التدخل في هذا الشأن الداخلي للولايات المتحدة مع أنه بإمكاننا أن نفضل هذا المرشح أو ذاك، لكن ينبغي ألا نُعبر علناً عن ميولنا. وتمنى نيافته هنا أن تشكل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المزمع إجراؤها في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، أداةً تضمن رخاء الجميع، وتشجع المسؤولين عن الأمم على العمل من أجل خير المجتمع والبلاد، مع إيلاء اهتمام خاص بشرائح المجتمع الأشد فقراً وعوزا.
في معرض إجابته على سؤال آخر بشأن القانون المتعلق بمنح الأقاليم الإيطالية استقلالية أكبر، والذي حظي بموافقة مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، سأل الكاردينال بارولين ما إذا كان هذا القانون سيعزز التضامن في إيطاليا، وسيفعّل المساعدة المتبادلة، مع الأخذ في عين الاعتبار الهوة الكبيرة القائمة بين منطقة وأخرى. وقال إنه يؤيد القانون إذا كان هذا هدفه، وإلا يجب أن نتساءل عن جدوى السير في هذا الاتجاه.
لم تخل دردشة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان مع الصحفيين من الحديث عن عملية إطلاق سراح تسعة عشر من رجال الدين الكاثوليك الذين كانوا موقوفين في نيكاراغوا، بينهم الأسقفان Rolando Alvárez و Isidoro Mora ، المتواجدان في روما حالياً. وقال نيافته إنه ليس على علم بلقاء مرتقب مع البابا فرنسيس، خصوصا فيما يتعلق بالمطران ألفاريس الذي مكث في السجن لأكثر من سنة ونصف السنة. ولفت في الختام إلى أنه لا يعلم ما هي الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها، معرباً عن سروره للإفراج عنهم.