بقلم : رفيق رسمي
اولا : لماذا حصرنا انفسنا في ان المعجزات هي الجسديه اي شفاء الأمراض فقط وهي في غايه السهوله بالنسبه لله . بينما يحدث لنا عدد لانهائي من المعجزات في اشياء عديده للغايه كل يوم ، سوف نتحدث عنها لاحقا في هذه المقاله .
ولكن بالنسبه للمعجزات وشفاء الأمراض ،
فالاطباء والعلماء لايعلمون سوي عدد قليل لايتجاوز عدد اصابع اليد الواحده في المائه من الحقائق العلميه .
فالعلماء لم يكتشفون علاجات لكافه الامراض التي تصيب الانسان ( نفسيا وعصبيا وعقليا وجسديا ) .بل تم تشخيص عدد ضئيل جدا .
ولم يكتشفون سوي عدد قليل للغايه من العلاج لها . اما باقي الأمراض فلايعرفون علاج لها بعد .
والعلماء والاطباء يحكمون من خلال تلك النسبه الضئيله جدا جدا التي يعرفونها وكانها كل العلم والمعرفه ولايوجد بعدها شيء .
وهذا خطأ فادح . وكان كافه المعرفه توقفت عند حد معرفتهم الضئيله الان ، فيحكمون بأنه لايوجد سوي مايعرفون فقط.
فهل هم يعرفون الان مثل مئه أو الف عام مضت ؟ أو ما سوف يعرفون بعد مئه عام قادمه؟
فمن خلق العلم ليس العلماء إنما الله ، وهو الذي سمح لهم باكتشاف جزء ضئيل للغايه منه بفضله وكرم جوده .
ومازالوا يجهلون اكثر من ٩٥% من تلك الحقائق العلميه في امراض الجسد البشري . والأمراض العقليه والنفسيه .
اما الكون فمازال الجزء الاعظم منه مجهول تماما رغم كل هذا التقدم العلمي الرهيب.
والمعجزه ماهي الا عمل شي مجهول بالنسبه لهؤلاء العلماء والاطباء الان . ولم يجدوا بعد تفسيرا له حسب ماسمح لهم الله بالمعرفه الضئيله .
اذا انهم يجهلون كم رهيب من الحقائق . والمعحزه تدخل في نطاق هذا العلم الذي يجهله العلماء . . ولكن المشكله في كبرياء الانسان المطلق. فانهم يعتقدون انه لاعلم ولا معرفه فوق مايعرفون الان .
المشكله في انهم ليسوا جهله بل " " جهولين " جمع "جهول "
كما قال توفيق الحكيم في كتابه "حمار الحكيم "
فالحمار في هذا الكتاب يسخر من الإنسان عندما قال الحمار للانسان : انا جاهل اما انت ايها الانسان فجهول .
فعندما سأله الانسان : وما الفارق بين الجاهل والجهول. قال له الحمار : الجاهل يعلم انه جاهل اما الجهول فيجهل حتي انه جاهل .
اذا كبرياء بعض البشر وغرورهم والثقه الزائفه في معرفتهم .يجعلهم ينكرن جهلهم المطلق . وأنه لايوجد شى فوق معرفتهم . وينكرون انهم مجرد مكتشفون لجزء ضئيل للغايه من علم اوجده وخلقه الخالق الاعظم الغير محدود في العلم والمعرفه وكل شئ . وسمح لهم باكتشاف جزء ضئيل جدا منه
فالله قد يستخدم وسائل طبيعيه علميه منطقيه، وقد يستخدم وسائل فوق طبيعيه فوق علمنا وفوق منطقنا .
الله حر .
هل انت فقط الحر ايها الانسان ؟ .
والله غير حر في عطاياه وهباته وتصرفاته . وتريده أن يتصرف حسب معرفتك ورغبتك ؟ هو خلقك علي صورته ومثاله واعطاك الحريه كما أنه هو ايضا حر يستخدم ما يشاء من وسائل . حسب ما وهب لنا من معرفه أو فوق علمنا . هو حر .
فاذا حدثت عمليه جراحيه ناجحه أو تم استخدام دواء للشفاء فهو معجزه لانه هو عز وجل من اعطي هذا الطبيب العلم والمهارات لاتمام العمليه الجراحية والأهم من ذلك كله هو التوفيق من عند الله في اتمامها بنجاح .
وكان يمكن ان لاتنجح تلك العمليه الجراحيه لملايين الاسباب . واسأل اي طبيب يقول لك بتوفيق من الله تمت العمليه الجراحيه بنجاح ، أن يد الله كانت مع الطبيب لاتمام الجراحه. ولولاها ماتم نجاح العمليه الجراحيه ولا تم العلاج .
وكذلك الدواء اذا حدث الشفاء من الدواء فهو بتوفيق من الله وكان يمكن أن يكون هذا الدواء مؤذيا ضارا لهذا الانسان . أو طبيعه جسده لايستجيب للدواء . ولكن الله تمجد بأنه جعل الدواء يعمل علي الشفاء من المرض .
وتمجد بإعطاء العلم للبشر لصناعه هذا الدواء .
كما يمكن لله عز وجل أن يستخدم وسائل وعلاجات لم نتوصل لها بعد هو فقط يعرفها ولم نعرفها نحن الي الان أو لن نعرفها مطلقا وهنا يسميها الانسان "معجزه "
ولكن المعجزه ايضا باستخدام العلم بتوفيق الله بالدواء والجراحه.
الله يتمجد بالمعجزات الكثيره جدا في حياه كل البشر بلا استثناء واحد . في الماضي والحاضر والمستقبل .
والمعجزات ليست هي شفاء الأمراض الجسديه فقط كما يتوهم البعض
. جسدك في حد ذاته معجزه .
كيف يتحرك ويفكر ويشعر ؟ هل فكرت في ذلك؟
وكل ماحولك علي الأرض وفي السماء معجزه هل أدركت ذلك ؟
. فتغيير النفوس البشريه من شر الي خير أعظم معجزه، وتغيير الأوضاع الحياتية الاجتماعيه والمالية والسياسية هي من اعظم المعجزات .
. حمايتك كل يوم من شر نفسك ومن شر الاخرين ومن الأخطار . هي معجزات حقيقيه تراها وتسمعها كل يوم بنفسك ، في ابسط الاشياء ، كم منا يشكر علي عودته سالما كل يوم الي بيته وكان يمكن أن يحدث له حادثه طريق بأن تضربه سياره أو يتعثر بحجر أو.. أو أو....
ولكنها معجزات اعتدناها وكانها شي بديهيا عاديا ومن المسلمات وكانها حق مكتسب لايحق لنا أن نذكرها ولا تجعلنا نعيش في حاله شكر دائم لله .
ولكننا لانشكر ولانتذكر. بل ننسي دائما وبسرعه
وكم من طلبات وامنيات رفعناها الي الله و استجاب لنا فيها ، وكانت من قبل من المستحيلات بالنسبه لنا .
وفرحنا بها قليلا وقد نكون شكرنا عليها ولكننا نسيناها تماما بعد فتره وجيزه ونشك ان تحدث لنا معجزه استجابه طلبه مره اخري ونكون في غايه القلق الي أن تستجاب صلاه اخري في شي اخر، ثم نفرح ثم ننساها وهكذا كل حياتنا ،
ولو كشف الله لنا عن كم المصائب التي كان يمكن أن تحدث لنا وحمانا منها ،، لكانت حياتنا كلها لاتكفي شكرا له علي معجزاته المستمره لنا .
و هناك صفه اخري بغيضه في بعض البشر تجعلهم ينكرون المعجزات ،وهي الانانيه المطلقه والحقد والحسد والغيره
فينكرون فضل الله علي الاخرين ويريدون ان يكون فضل الله عليهم هم فقط لاغير .
وكان الله ملكهم وحدهم فقط لاغير .
فاذا أنعم الله عليهم بمعجزه فهي من فضل الله وكرمه وحبه لهم . واذا أنعم الله علي احد غيرهم بالشفاء أو بمعجزه فهي تمثيليه وخداع وتضليل.وحسدوا وحقدوا عليه واتهموه بالكذب والخداع والتضليل . فالله هو لهم وحدهم فقط بمفردهم وليس لاحد غيرهم أو لطائفتهم أو دينهم
فاذا أنعم الله علي اخرين بمال اتهموهم انهم لصوص ،
او أنعم عليهم بمنصب اتهموهم انهم منافقين وصولين.
.
واذا نجح هو فهذا نتيجه تعبه وعرقه وكفاحه . اما اذا نجح الاخر فهو غشاش .
كذلك اذا قاموا بظلم أحد فيقولون للانفسهم ان الله غفور رحيم ،
اما اذا جار عليهم أحد وظلمهم
فيقولون ان الله منتقم جبار ويريدون من الله ان يقتص لهم بسرعه
بل وهناك صفه اخري لصيقه بالبشر وهي دائما ما يطالب الكل بالكمال في الفضيله و التقوي والبر وبالمثل العليا ويحاسبهم ويدينهم أشر ديونه أن لم يفعلونها اما هو فله كل الاعذار والمبررات والحجج لارتكاب الشرور والخطايا والأخطاء فهو الوحيد الذي له كل الاعذار والمبررات ولا يجد ولا يقبل اي عذر للاخرين
عجبا لك أيها الإنسان والإعجب انه كيف يتحملك الله ويحبك ويصبر عليك رغم كل ما فينا من عيوب ونقائص وضعفات .