مدحت قلادة
صباح يشرق و شمس تغرب وليل ياتي يوم وراء يوم وهكذا تعبر أيام حياتنا ، تمر امام اعيننا نقابل فيها ناساً ومنها نودع أخرين الي ان تأتي ساعة كل منا .
نقابل أنواعاً مختلفة من البشر منها الصالح ومنها الطالح والجيد و السيء ولكن فى النهاية الكل يمضي ولن تبقي من حياة الإنسان إلا ذكريات، و رغم قساوة الفراق إلا ان هناك من يترك الحياة جسديا ولكنه تعيش روحه معك تتذكره في كل لحظة في كل موقف ضحكاته و قفشاته و بساطته إخلاصه وطيبته وأكثرهم حبه للجميع .
صديقي ورفيقي الاستاذ مجدي يوسف يأتي يوم ٢٨يناير بالتمام يكون مر علي رحيلة عن ارض الشقاء والأتعاب ٤٠ يوما ، رحل بجسده ولكنه ساكن بكل تاكيد داخل قلوب كل من عرفوه او قابلوه لانه كان يملك مغناطيس قوي جاذب لكل من حوله، شاركت في يوم جنازته وأحسست يومها أنني قد عشت مع مناضل قوي والأن اشارك في وداع قديس وداع أسقف وداع رمز من رموز الأقباط فهو رمز صادق للإنسان القبطي الحق والمسيحي القوي المتواضع البسيط الطيب الصديق الصدوق .
كتبت عنه مقالة بعد إنتهاء جنازته بعنوان " عاش مناضلا ورحل قديسا " وحينما اكتب عنه الان سأكتب عاش مناضلا ورحل قديسا و بقي محبوبا ، لأنه لايمر يوم علينا نحن من عشنا معه وصادقناه وعرفناه عن قرب ..إلا وهو شاغل جزء كبير من حوارنا فعلي سبيل المثال كلمات - الدكتور عوض شفيق ( كان مجدي دائما يزرع الفرحة اينما حل)
- المهندس عزت بولس ( كان مجدي إنساناً مخلصا جميلا )
- الأستاذ بهاء رمزي ( كان مجدي رمزا للمسيحي الحق )
- الأستاذ حسني بباوي ( كان مجدي فعلا رمزا محبا للجميع )
- الاستاذ رجائي تادرس( كان مجدي ملاك بيننا )
- الأستاذ ناجي عوض( كنت بحبه وبأسعد دائما بالحديث معه )
- الأستاذة شيرين مجدي( كان ملاك باذل حياته للجميع )
الجميع يذكر الراحل الذى تربع داخل قلب كل من قابله او عرفه بصفاته وفضائله الإنسانية الجميلة .
الاستاذ مجدي يوسف قد رحل جسديا فقط لكنه بكل إيمان داخل قلب كل من عرفه هو في سطور " ملاك جميل كان دائماً يزرع الحب اينما حل ، كان يحمل هموماً عديدة تلك الهموم كانت قادرة علي تحطيم جبال ولكنه كان دائما يزرع الفرح والإبتسامة لكل من يقابله، هو قبطي حقيقي كان لا يحمل الام الأقباط في مصر فقط بل كل مسيحي المشرق وكل أقباط الخارج ، كان دائما يسخر كل صداقاته وعلاقاته مع اعضاء أكبر حزب بالمانيا ليصل صوت الإضطهاد اليهم عمل معهم وتم إختياره للمرة السادسة علي التوالي مسئولا عن الحرفيين في الحزب المسيحي الديمقراطي ، استغل علاقاته بمسئول الخارجية في البرلمان الأوربي السيد اولمر بروك و رتب مقابلة لنا معه وتحدثنا عن إضطهاد الأقباط وخطورة إستمرار حكم الاخوان علي مصر والمنطقة أيضاً وفي مقابلة أخرى لنا معه بشان تعضيد مصر والوقوف معها بعد رحيل الاخوان فإذا بالسيد أولمر بروك يصرح لنا بانهم سعداء برحيل الاخوان .
مجدي يوسف أول قبطي في المانيا كان يتعامل مع منظمة التضامن المسيحي العالمي والجمعية الدولية لحقوق الانسان و كلاً من حزب السي دي او وحزب السي إس او سَخر كل امكانياته لأجل مصر وأقباطها .
مهما كتبت عن أخي ورفيقي مجدي يوسف لن أستطيع ان أصفه وأوفيه حقه ..مهما كانت الكلمات ولكنه سيظل عنوان جميل ورمز نادر للمصري الأصيل والقبطي الشجاع الملاك الحارس لكل محبيه.
حبيبي ورفيق وأخي الجميل لن أذكر في ذكرى الأربعين وداعا هذه الكلمة لن أنطق بها طالما حييت لانك داخل قلوبنا نتعلم منك من مواقف كنت دائما السند والصديق والمحارب الصادق ، لن اذكر كلمة وداع انما أتذكر كلمات نيافة الأنبا دميان أسقف المانيا المشرف لكنيستنا القبطية الذي يلتف ويثق حوله كل المسئولين الألمان الأسقف القبطي الشجاع حينما يصرح يوم الجنازة ان مجدي يوسف كان صديق ورفيق درب ،،، ما اعظم هذه الكلمات حينما تصدر من أسقف رمز مشرف للكنيسة ،، وكلمات أبونا ديسقوروس الأنطوني حينما صرح اكثر من مرة ان مجدي صديق جميل له و ربما كانت آخر رسالة قبل صعود روحه امام عرش النعمة طالبا صلوات أبينا ديسقوروس الانطوني .
إن رفيقي وأخي وصديقي مجدي يوسف كان مناضلا عنيدا قويا وصديق صادقا و رب اسرة محبا كان دائما فرحا بأسرته الجميلة مدام منال و مارينا ومارتينا وماركوس الذي تركهما علي الارض ليتشفع لهم ولنا في السماء امام عرش النعمة .
تذكرنا امام العرش دائما
اخيك المحب لك
مدحت قلادة
زيورخ في ٢٠٢٤/١/٢٥