ماجدة سيدهم
المقارنة بين الست نجاة والست فيروز غير منصفة إطلاقا للست نجاة ..فيروز لم تختف عن المشهد لحظة رغم أنها لم تظهر على المسرح من سنين لأنها بكل المقاييس حاضرة في الوجدان العربي بقوة ورمز مهيب لكل لبنان ..زي العلم كدا يعني تقدر تشيل شجرة الأرز وتحط مكانها شموخ فيروز ..كل العالم هايعرف أن دا علم لبنان بكل هيبة الست فيروز اللي صوتها لف العالم كله وغنت على أشهر مسارح فرنسا ..فمش غريب أن يروح لحد بيتها رئيس فرنسا يكرمها وله الشرف كمان لأن وراهها دولة تجلها وتدرك تماما انها من أهم ثرواته القومية والفنية والتاريخية ووراها شعب بأكمله من كبيره لصغيره بيفتخر جدا بيها وبيردد أغانيها ليل نهار بل العالم كله وبالاخص العربي بيعرف قيمة وقدر وهيبة الست فيروز ..
للاسف الست نجاة رغم تاريخها العظيم وزي فنانيين ورموز مبدعة كتير مابيجدوا أي تقدير من الدولة يليق بتاريخهم الحافل كفنانين من الزمن الراقي ..العكس مجرد مايكبروا وينحسر عليهم الضوء شوية بنقولهم شكرا ياخيل الحكومة اركنوا على جنب يا أحصنة علشان دا زمن المعييز ..
للاسف الفن والابداع في بلادنا مافيش وراه دوله تحترمة وتدعمه وتهيبه ..
مش دي برضه الست نجاة المنسية اللي قعدت على كرسي خشب في مدخل العمارة وقت أزمة شقتها ..بعني وقتها لا الدنيا اتقلبت عليها زي ماتقلبت وهي على مسرح السعودية وبكل إجلال انحنت ادامها قامات والتصفيق كان مدوي حواليها واللي أكيد حسسها بوجودها ..
ولولا نشر الصور للموقف المؤسف دا عن ازمة شقتها ماكان حد سمع ولا انتبه علشان يطلع الأعلام الهزيل بعد كدا في خبر عابر يناشد المسؤولين ويترجاهم "ماينفعش كدا دي فنانة كبير ة ومايصحش وهي في السن دا .." يعني إيه في السن دا ..ماسمعناس الكلمة المبتذلة دي على الست فيروز ولا أي فنان عالمي بالعالم كله ولا حتى من الشعب السعودي ..
هو مش عيب بجد
وهو مين كان خبط على باب الست نجاة من السادة المعنيين والمسؤولين وسأل عنها وكرمها وقدرها ولا شاف احتياجتها ..
هو مين أصلا يسمع عن نجاة عيون القلب من الشباب علشان تطلع تعليقات سخيفة ..هي بتشتغل ايه ..هي لسه عايشة وهي راحت السعودية في صندوق ..
في حين الشعب اليهودي وخاصة الشباب مولع جدا بتراثنا الفني كله ..على مسارحهم وماقهيهم ..عبد الحيلم وعبد الوهاب وشادية ونجاة وام كلثوم ومحمد فوزي ..هو فيه إيه ؟!
دا شوية السرسجية اللي طالعين في المقدر لو حد فيهم هرش في قفاه ولا هرتل بكلام مش مفهوم بنلاقي الاعلام كل بيتجند له ويعمل منه منقذ الفن من الضياع وفجأة بقا قدوة للمستقبل كمان ..
يلعن اليوم اللي ردمتنا فيه ثقافة حب الجهل والتنمر والفشل والعداوة مع كل فن وجمال وحضارة اللي تخلينا ننزل بسكاكينا على رمز فني مصري مهم حتى لو راحت زي ماالبعض بيدعي علشان الفلوس..هي كانت لقت حد الستر والتقدير هنا وراحت ..
انتو متخيليين ممكن شكل حالتها النفسية ايه دلوقت من الإحساس بالندم والخذلان ومن كم التنمر والسخف ..هو دا موت القريب .. يمكن وقتها نهدا ونرتاح وأهو كله في ميزان الحسنات..