محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة الكونسيستوار بالفاتيكان المشاركين في مؤتمر نظمه المعرض الدولي للنبيذ Vinitaly حول موضوع "اقتصاد فرنسيس وعالم النبيذ الإيطالي"، ووجه لضيوفه كلمة حدثهم فيها عن صفات ثلاث هي الاحترام والمثابرة والقدرة على حمل الثمار. ولفت إلى أن طريقة العمل في الكروم تتطلب كفاءات كثيرة، يمكن تعلم جزء منها فقط بطريقة تقنية، لكنها غالباً ما تكون مرتبطة بمقاسمة المعرفة العملية، والخبرة التي يكتسبها المزارع في الكروم، مع تسليط الضوء على أهمية البعد الإنساني.

استهل الحبر الأعظم كلمته مرحباً بالحاضرين ولافتا إلى أهمية النشاط الذي يقومون به نطراً لتأثيره الإيجابي على نوعية الإنتاج وعلى القطاع التوظيفي، على الصعيدين المحلي والدولي. ومن الأهمية بمكان أن يُعقد لقاء بين المنتجين كي يتباحثوا في الأبعاد الأخلاقية والمسؤوليات الأدبية، إذ يجدون مثالا لهم في فقير أسيزي.

بعدها أشار البابا إلى أن الخطوط العريضة التي توجه نشاطهم تتمثل في الاهتمام بالبيئة والعمل وتعزيز عادات سليمة لاستهلاك، وهذا إذا ما دل على شيء فيدل على موقف يرتكز إلى الاحترام على المستويات كافة. وأوضح فرنسيس في هذا السياق أن المنتوجات التي تتمتع بجودة عالية لا تقتصر فقط على تطبيق تقنيات صناعية والمنطق التجاري، لأن الاعتناء بالأرض والكرمة، وعمليات الاستنبات والتخمّر والتجفيف تتطلب كلها اهتماماً كبيراً وصبرا.

لم تخل كلمات البابا من الاستشهاد بالكتاب المقدس متوقفاً عند الآية من رسالة القديس يعقوب "هُوَذَا ٱلْفَلَّاحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ ٱلْأَرْضِ ٱلثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَطَرَ ٱلْمُبَكِّرَ وَٱلْمُتَأَخِّرَ". وقال إنه يفكر أيضا بالرب يسوع الذي حدث تلاميذه عن الآب مستخدماً صورة المزارع والفلاح الذي يعتني بالكرمة، وينقّيها ويجعلها تحمل ثماراً وافرا.

وذكر فرنسيس الحاضرين بصفات ثلاث ألا وهي الاحترام والمثابرة والقدرة على حمل الثمار، وقال إنها رسالة هامة لنفس الإنسان، يتعلمها من نمط الطبيعة وطريقة العمل في الكروم التي تتطلب كفاءات كثيرة، يمكن تعلم جزء منها فقط بطريقة تقنية، لكنها غالباً مرتبطة بمقاسمة المعرفة العملية، والخبرة التي يكتسبها المزارع في الكروم، وتكون مثمرة إذا ما شملت أيضا البعد الإنساني.

مضى البابا فرنسيس إلى القول إن الاحترام والإنسانية مهمان جداً بالنسبة للعمل في الأرض، ويكتسبان أهمية مقررة أيضا على صعيد إدارة العمل وحماية الشخص واستهلاك المنتجات. وهذا الأمر يساهم أيضا في تعزيز الاعتناء بالآخرين وبالبيئة، خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار التبعات التي تترتب على كل عمل نقوم به وكل قرار نتخذه على الآخرين، كما جاء في الرسالة العامة "كن مسبحا". وقد أكدت الوثيقة البابوية أيضا على أن الاعتناء الأصيل بحياتنا الخاصة وبعلاقاتنا مع الطبيعة لا يمكن فصله عن الأخوّة والعدالة والأمانة تجاه الآخرين.

بعدها أكد البابا فرنسيس لضيوفه أن الخمر، والأرض والقدرة الزراعية وقدرة إدارة الأعمال هي هبات من الله، وقال: دعونا لا ننسى أن الخالق أسند إلينا هذه الهبات، أسندها إلى حساسيتنا وإلى نزاهتنا، كي نجعل منها، كما يقول الكتاب المقدس، مصدرا حقيقياً للفرح الذي يدخل قلب الإنسان. وهذا ينبغي أن ينطبق على كل شخص، ليس فقط على الأشخاص المقتدرين.

في الختام وجه الحبر الأعظم كلمة شكر إلى المشاركين في المؤتمر حول موضوع "اقتصاد فرنسيس وعالم النبيذ الإيطالي" لأنهم تركوا مشاعر التوافق تُلهم نشاطاتهم، فضلا عن التزامهم في مساعدة الأشخاص الضعفاء واحترام الخليقة، كما يعلمنا القديس فرنسيس الأسيزي. وحيا الحاضرين بتحية هذا القديس قائلا لهم: "خير وسلام".