ماجدة سيدهم
جالي تعليق غريب على صورة الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة من حفلها بالسعودية .وكتبت تقولي" شوفتي شكلها اتغير ازاي .شوفتي الكبر زبالة إزاي والزمن عمل فيها إيه.." (دا مالوش علاقة خالص بحضورها على المسرح )
الحقيقة ماستغربتش كلامها لأن دا رأي ناس كتير جدا في ملامح الناس لما تكبر وتتغير
اللي مش قادرة استوعبه هو إيه الغلط من أننا نكبر ..ماهو دا طبيعي ودي دورة حياتنا على الأرض ..إيه العيب والعار من ملامحنا اللي بتتغير وبتتملي تجاعيد وشكل رقبتنا وإيدنا اللي بتكرمش وعيوننا اللي بتقفل حتى صوتنا بيتغير..إيه المعيب في كدا اللي بيوصل لدرجة الشفقة ولعن الأيام وسب الزمن..
ثقافتنا للأسف اللي تمجد في الشباب فقط كرمز للزهو وكأنه لن يكبر أبدا وبتشوف كبار السن مجرد شوية كراكيب هي اللي بتخلي نظرتنا وفكرتنا عن المرحلة دي صعبة أوي لدرجة الخوف منها وكتير بتكون المرحلة دي مرفوضة استرضاء لنظرة المجتمع المتنمر والقاسي فنجري ننقذ مايمكن انقاذه بعمليات التجميل حتى لو هاتفشل ..
المشكلة الحقيقة مش في تقدم السن لكنه في العجز وخيانة الصحة رغم أنها مسالة قدرية .
لكن الأخطر من الشيخوخة هو التهميش ..التهميش اللي بيخلينا نموت من جوانا كل كل يوم ونتحسر فعليا على اللي راح ..ويمكن بنهتم زيادة بالآخرين علشان يفتكرونا أو يهتموا بينا كنوع من الاستجداء بس بحياء
الشباب والشيخوخة مش مرتبطة بسن لكنها أسلوب حياة وطريقة تفكير وشغف قلب
سؤالات ..
ليه مانفكرش بجد بشكل إنساني متحضر ونستغل طاقات وقدرات الكبار ..يعني ليه نحكم على عمر الستين او بالخمسة والستين بالانعزال وشكرا وهم لسه في قمة نشاطهم وحيويتهم وخبرتهم ..؟!
ليه مانفتح مجالات جديدة إنتاجية أو تعليمية او إبداعية تستوعب القدرات دي كلها.. شوفوا النتائج هاتكون مذهلة إزاي على الفرد نفسيا وصحيا وعلى بيته والمجتمع كله لما يوصل للستين وعارف أنه لسه له مكان وأهمية وضرورة هايبدع فيه ..
ليه مافيش أعمال فنية تناسب مراحل العمر المتقدمة ..بنشوف السينما العالمية بتقدم أفلام خطيرة محورها شخص متقدم في السن ..فليه تهميش الفنانيين المصريين بمجرد ظهور جيل جديد من الشباب ..؟!
للأسف سينما الشباب فقط سينما فقيرة ومحدودة ومتكررة وليس لديها الشجاعة والقدرة لاختراق عالم الكبار بكتابة جريئة متميزة وإخراج مختلف .. زي المجتمع اللي بيهتم بالشباب فقط وساقط من حسباته الصغار وكبار السن هو مجتمع قاصر وقاسي وأناني جدا .. والبقاء فيه للأقوى وللنفوذ للأسف ..
ياريت نغير ثقافتنا ونقدر ونحترم أسمى مراحل حياتنا في تقدم السن بكل تغيراته وبلاش نتعامل معاهم من منظور عمل الخير أو المسكنة والشفقة .. عيب ..لأن أماكننا محجوزة هناك ..
* باقة ورد وقبلة على جبين كل متقدم في السن (وإحنا بكرا ) فأنتم من صنعتم الماضي الرائع وتجملون وتهونون علينا الحاضر الصعب ..حضوركم في غاية الأهمية لإطمئنانا واستقرارنا فنحن في أمس الحاجة لعطائكم المستمر لأنه مصدر قوتنا ..