"في كل كلمة وعمل نتحد من خلالهما بيسوع، في مغامرة إعطاء الحب الجميلة، يتضاعف النور والفرح: ليس حولنا وحسب، وإنما في داخلنا أيضًا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
 
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يروي إنجيل اليوم دعوة التلاميذ الأوائل. إن دعوة الآخرين للانضمام إلى رسالته هي أحد الأشياء الأولى التي قام بها يسوع في بداية حياته العلنيّة: لقد اقترب من بعض صيادين السمك الشباب ودعاهم لاتباعه لكي يجعلهم صَيّادي بَشَر. وهذا الأمر يقول لنا شيئًا مهمًّا: إنّ الرب يحب أن يشركنا في عمله الخلاصي، ويريدنا أن نكون فاعلين معه، مسؤولين وروّادًا.
 
تابع البابا فرنسيس يقول هو لا يحتاج لذلك في حد ذاته، ولكنه يقوم بذلك، على الرغم من أن هذا الأمر يتضمن أن يأخذ على عاتقه العديد من محدودياتنا. لننظر، على سبيل المثال، إلى مدى صبره مع تلاميذه: الذين غالبًا ما لم يفهموا كلماته، وأحيانًا لم يكونوا متفقين مع بعضهم البعض، ولم يتمكنوا لفترة طويلة من أن يقبلوا الجوانب الأساسية لوعظه، مثل الخدمة على سبيل المثال. ومع ذلك اختارهم يسوع واستمر في الإيمان بهم.
 
أضاف الأب الأقدس يقول إنّ حَملَ خلاص الله للجميع كان في الواقع أعظم سعادة ليسوع، رسالته، ومعنى حياته. وفي كل كلمة وعمل نتحد من خلالهما به، في مغامرة إعطاء الحب الجميلة، يتضاعف النور والفرح: ليس حولنا وحسب، وإنما في داخلنا أيضًا. إن إعلان الإنجيل إذن ليس مضيعة للوقت: بل هو أن نكون أكثر سعادة بمساعدة الآخرين لكي يكونوا سعداء؛ هو أن نتحرّر من ذواتنا من خلال مساعدة الآخرين لكي يكونوا أحرارًا؛ هو أن أصبح أفضل من خلال مساعدة الآخرين لكي يكونوا أفضل!
 
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنسأل أنفسنا إذًا: هل أتوقف بين الحين والآخر لكي أتذكر الفرح الذي نما في داخلي ومن حولي عندما قبلت الدعوة لكي أتعرّف على يسوع وأشهد له؟ وعندما أصلي، هل أشكر الرب لأنه دعاني لكي أُسعد الآخرين؟ أخيرًا: هل أريد أن أجعل الآخرين يتذوقون، من خلال شهادتي وفرحي، كم هو جميل أن نحب يسوع؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي نتذوق فرح الإنجيل.