محرر الأقباط متحدون
على هامش مؤتمر صحفي عقده في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي شاء أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول بول ريتشارد غالاغر أن يعلق على لقاء البابا، صباح أمس الخميس، مع وفد من الحزب الشيوعي في فيتنام زار الفاتيكان، واصفاً اللقاء بـ"الإيجابي". وكشف أنه سيزور البلد الآسيوي في شهر أبريل نيسان المقبل، قبل زيارة أخرى مرتقبة للكاردينال بارولين، لافتا إلى أن البابا فرنسيس أيضا يود أن يزور فيتنام، نزولا عند رغبة الجماعة الكاثوليكية المحلية كما أن زيارة من هذا النوع تشكل "رسالة جميلة جداً" للمنط
البابا فرنسيس استقبل الوفد الفيتنامي الذي ضم ممثلين عن الحزب الشيوعي، وجاء اللقاء كعلامة لتعزيز العلاقات بين البلد الآسيوي والكرسي الرسولي، وقد يمهد الطريق أمام زيارة محتملة للبابا. تم اللقاء في القصر الرسولي بالفاتيكان قبل أن ينتقل الوفد إلى مقر أمانة سر الدولة حيث أجرى مباحثات مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بحضور أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول، رئيس الأساقفة غالاغر.
على هامش المؤتمر الصحفي الذي عُقد لتقديم المبادرات في الذكرى المئوية الثانية لوفاة الكاردينال Ettore Consalvi، شاء غالاغر أن يسلط الضوء على اللقاء بين البابا والوفد الفيتنامي، واستهل حديثه مشيرا إلى أن اللقاء كان إيجابياً ومعرباً عن أمله بأن يعود بالفائدة على الجماعة الكاثوليكية المحلية، وأكد أنه يشكل خطوة إلى الأمام في طريق تعزيز العلاقات الثنائية، ويُضاف إلى إنجازات أخرى هامة تم تحقيقها على المستوى الدبلوماسي، ومن بينها الاتفاق بشأن تعيين ممثل بابوي مقيم في فيتنام وهو السفير البابوي في سنغافورة المطران Marek Zalewski وتم التوقيع عليه خلال زيارة الرئيس Vo Van Thuong إلى الفاتيكان في شهر تموز يوليو الفائت.
بعدها أعلن أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول أنه سيتوجه إلى فيتنام في شهر أبريل نيسان القادم، قبل زيارة مرتقبة للكاردينال بارولين قبل نهاية العام الجاري. وقال إن الخطوات ستُتخذ تدريجيا. رداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن زيارة رسولية محتملة للبابا فرنسيس، أبدى رئيس الأساقفة غالاغر تفاؤله، وقال إنه يعتقد أن هذه الزيارة ستحصل، لكن لا بد من اتخاذ بعض الخطوات قبل إنجازها. وأضاف أن الحبر الأعظم يرغب في القيام بهذه الزيارة، موضحا أن الجماعة الكاثوليكية المحلية تتطلع إليها بتشوق، وستكون رسالة جميلة لا لفيتنام وحسب إنما للمنطقة برمتها. وقال غالاغر إن فيتنام هو "بلد مهم"، وهو عبارة عن معجزة اقتصادية من نواح كثيرة.
وكان البابا نفسه قد تحدث عن إمكانية زيارة فيتنام وذلك في طريق عودته من منغوليا، موضحا أن هذا البلد يتمتع بخبرة جميلة في الحوار الذي قامت به الكنيسة في الفترة الماضية. وقال فرنسيس: إن الطرفين (في إشارة إلى الكنيسة والحزب الشيوعي) يرغبان في البحث عن دروب تقود إلى الأمام، وعلى الرغم من المشاكل التي حصلت في الماضي، أعتقد أنه سيتم تخطي تلك المشاكل عاجلا أم آجلا. وتطرق الحبر الأعظم إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس الفيتنامي واصفا إياه بالإيجابي جدا، لافتا إلى أن الانفتاح يفسح المجال أمام الحوار.
مما لا شك فيه أن العلاقات بين الكرسي الرسولي وفيتنام التي انقطعت عام ١٩٧٥ شهدت تطوراً إيجابياً ومشجعاً بدءاً من العام ١٩٩٠، وفي عام ٢٠١١ عين البابا بندكتس السادس عشر ممثلاً بابوياً غير مقيم، والذي أصبح مقيماً عام ٢٠٢٣. يُذكر أن البابا وجه رسالة إلى الكنيسة في فيتنام في أيلول سبتمبر الماضي حث فيها المؤمنين الكاثوليك على أن يكونوا مسيحيين صالحين ومواطنين صالحين وعلى أن يشهدوا لمحبة الله بعيدا عن أي تمييز ديني، عرقي أو ثقافي.