الأقباط متحدون - يا واد يا مُتْحَصِنْ ...!!
أخر تحديث ١٩:٢٣ | الاربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٩ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

يا واد يا مُتْحَصِنْ ...!!

بقلم: نبيل المقدس

 اكيد سوف تسخرون من العنوان .. وياريت , بل كنت اتمني أن افهم ما كتبته لكي أشرحه لكم .. فعلي رأي المثل " فاقد الشيء لا يعطيه " .. لكن هو تعبير أصبح  ساري اليومين دوله بين افراد الشعب المصري والمعروف عنه بخفة الدم .. فهذا التعبير تحوي كلمة أصبحت مشهورة مثل بعض الكلمات التي تخرج من افواه هذا الشعب كتعبير عن شيء ما لا يعجبهُ أو يسخر منه.. مثلما نسمع احدهم  وبدون حياء يقول لصديق له .. " تعالي النهاردة نشَيّشْ لنا  حجرين محشيين زبدة " .. هذا التعبير تغيّر تماما , وبدون مبالغة سمعته من شخص جالس علي " قهوة الواد سكرزيادة " وهذا إسمها .. يدعوه علي تَشْييش حجرين "متحصنين" بالذبدة  .. طبعا انا مافهمتش الكلمات , لكن إتعودت أن اسمع كل يوم تعبيرات مختلفة حول التشييش ,فكلها لها معني واحد وهي شرب الشيشة  بمادة مخدرة أية كانت . 
    كنت أسمع شاب يعاكس فتاة ويقول لها " حلوة يا متقلوظة " .. الآن تغيرت المغازلة إلي " حلوة يا مُتْحَصِنة" . أو صبي آخر يقول لصديق له : هو انت يا واد كنت متحصن مع البنت " الفلانية " .. يرد عليه : " آه كنت مُتحصن بيها , وإنت بتسأل ليه يابارد .. قال له : اصلي شوفت صاحبك "سيد فجلة" متحصن معاها امبارح . 
 
    وكما إشتهر التعبير الإستفزازي " يا واد يا مؤمن " لأحد علماء الشيوخ  " ... إشتهر أيضا تعبير " يا واد يا مُتحصن " لكن كان نصيبها من الشهرة أكثر بكثير من " يا واد يا مؤمن "  لأنها أظهرت حقيقة كانت موجودة في البعض من نفوس الشعب ولم يتم الإفصاح عنها من قبل بطريقة واضحة وهي حقيقة إنقسامه إلي أحزاب إسلامية بجميع أنواعها , وأحزاب وطنية مدنية ديموقراطية بجميع أنواعها ... و بالرغم أن قانون الأحزاب يشترط عدم قيام أحزاب ذات خلفيات دينية , إلا أن التواطيء الذي حدث بين المجلس العسكري السابق مع أكبر كتلة حزبية من الفصيل الإسلامي والذي يكمن في حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان والتي ماتزال حتي الآن محظورة , هذا التواطيء هو الذي كسر القاعدة وتكونت الأحزاب الدينية , علي حساب حكمة عدم تشريعها في قوانين الأحزاب الأصلية. 
    لذلك أرجع وأقول أن سبب ما نحن فيه الآن , وأكاد أقول أن سبب تعثر ثورة 25 يناير بل إسمحوا لي أن أبدل كلمة تعثر بكلمة فشل  .. هو المجلس الأعلي العسكري السابق تحت رئاسة المشير طنطاوي .. والذى سبق قبل ما يخرج بتلك الطريقة المهينة مِنْ مَنْ  وهبَ له ولعشيرته مصــر وشعبها حتي نال  لقب " يا واد يا مُتحصن " .
 
   تقبل كل من المشير طنطاوي وسامي عنان هذا الخروج المخزي الآمن "المتحصن" في سبيل الهروب من محاسبة الشعب لهما في حق دم الشهداء الذي سال في شارع محمد محمود وماسبيرو .. والغريب أنني ما زلت مندهشا لماذا هذا التحول المفاجيء من المشير طنطاوي بعد عدة تصريحات قوية بعد ما ذهب الرئيس السابق , بأنه ليس لديه الإستعداد أن يعيد ويكرر حكم الخوميني في مصر .. وقتها هللنا له نحن ابناء مصر الأصليين , لكن كان واضح أن هناك اتفاقيات من وراء الستار حدثت بالفعل بينه وبين هذه الجماعة , وكانت بدايتها هو القيام بتكوين مجلسي الشعب والشوري قبل وضع الدستور كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر وغير المتحضر. من هذه اللحظة إنقسمت مصر إلي فصيلين .. فصيل كافر غير متحصن ويتكون من إخوتنا المسلمين بجميع توجهاتهم السياسية بالإضافة طبعا إلي الأقلية المسيحية , وفريق "مؤمن ومتحصن" بربه تعالي أولا ثم برئيسهم الذي أصبح متحصنا "منه فيه" بقراراته الدستورية الأخيرة .  
 
    علينا أن لا ننكر أننا نحن المصريين السبب في تحصين الرئيس , منذ إشتراكنا في عملية إعادة إنتخابات الرئاسة .. وقتها حذرنا وحذرنا .. لكن خرج علينا ما يسمون أنفسهم بالنخبة الوطنية والثورية بمقولة " نار فلان .. أرحم من جنة علان " . وكان هذا المثل غير المجدى والذي كان نابعا أصلا من علاقات شخصية قديمة سيئة بينهم وبين النظام القديم هو السبب الثاني في توصيل رئيس الدولة إلي المستوي الذي فيه يسمح لنفسه أن يحصن قراراته وإصدار دساتير مكملة " و محصنة ايضا " . 
 
   كل ما يريده الشعب المصري الأصيل دستورا نظيفا .. لاعيب فيه او عوار .. دستور يتكلم به ويسمعه جميع أطراف الشعب المصري .. ولا يخص فصيل واحد .. نحن نسعي إلي نوال أعلي مستوي من الرقي السياسي .. فنحن لسنا من البلدان التي تكونت أخيرا .. بل نحن ابناء مصر الذي قدمت للعالم اكبر درس في النهضة والحضارة في جميع التوجهات منذ آلاف السنين .. كل ما اريده حقــــــا من أجل مصر وابنائها وأحفادها .. أن نتحلي بصفات أجدادنا ونتمسك بعظمتهم .. إلي أن يأتي إبن مصر الأصيل الذي يدعو كل واحد فينا " يــــا واد يـــا مصــــــري" .....!! 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter