د. ممدوح حليم
وسط ضجيج الحياة وصعوباتها ومشاكلها ومشاغلها وكثرة متطلباتها، يغلب على الناس إحساس بالضيق والتبرم. كثيرون يضخمون ما يفتقدونه ، ولا يلتفتون إلى ما حباهم الله. قليلون هم من يشكرون الله.
لكن المرنم لم يكن هكذا . لذا نجده يهتف قائلاً: "١ باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. ٢ باركي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل حسناته. ٣ الذي يغفر جميع ذنوبك.
الذي يشفي كل أمراضك. ٤ الذي يفدي من الحفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة. ٥ الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك. ٨ الرب رحيم ورؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة". (المزامير ١٠٣: ١-٥، ٨).
ويبارك الرب فعل معناه يسبحه ويشكره.
لقد خلق الله الإنسان وأعطاه الحياة. لم يكن قصد الله أن يعاني الإنسان من المرض والحزن والموت . لكن الإنسان -- في شخص آدم -- هو الذي جلب على نفسه ما قد جلب بسقوطه في الخطية بعصيانه وصية الله أصل حياته ومصدر سعادته. لكن الله لم يترك الإنسان وشأنه. لقد وهبه الخلاص أي الفداء والنجاة. ومازالت عطاياه تتجدد للإنسان كل يوم. ولهذا يقول إرميا النبي في مراثيه: "٢٢ إنه من إحسانات الرب أننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول. ٢٣ هي جديدة في كل صباح. كثيرة أمانتك." (مراثي إرميا ٣: ٢٢، ٢٣). كن الإنسان مشغول بذاته ويفكر في تطلعاته ، لذا لا يلتفت إلى احسانات الله ولا يدركها.ولو نظر إلى الله لوجد عطاياه كثيرة ، وقدم الشكر عليها.
" هللويا. احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته". (المزامير ١٠٦: ١) "١ احمدوا الرب. ادعوا باسمه. عرفوا بين الأمم بأعماله. ٢ غنوا له. رنموا له. أنشدوا بكل عجائبه. ٣ افتخروا باسمه القدوس. لتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب. (المزامير ١٠٥: ١-٣).
يا رب أعطنا أن نشكرك وأن نتذكر دائما إحساناتك لنا. اجعلنا نثق في أنه إن كان الواقع الحالي فيه شيء من المرارة ، فإن رحمتك أفضل ( أقوى ) من الحياة . ستتدخل في الوقت المناسب ، وسنشكرك كل حين.