اعترف مسئول إسرائيلي رفيع المستوى، بأن إسرائيل لا تزال تفرض قيود على المساعدات الإنسانية القادمة من مصر إلى قطاع غزة بعد 100 من الحرب، وذلك خوفًا من أن تُسيطر عليها حركة حماس، وتتناقض هذه التصريحات مع الادعاء الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية بأن مصر هي التي ترفض إدخال المساعدات إلى القطاع.

 
وبحسب ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن المسئول الإسرائيلي اعترف أيضًا بأن إسرائيل لم تبدأ بعد في المرحلة التالية من الحرب على غزة، وهي الأقل كثافة في الحرب، ولا تزال في منتصف المرحلة الانتقالية قبل تقليل كثافة الهجوم.
 
ضغوط أمريكية لتغيير سياسة الحرب الإسرائيلية في غزة وعودة الحياة لطبيعتها
 
وتابعت الصحيفة أن تصاعد حدة الانتقادات العالمية للإدارة الأمريكية من دعمها لإسرائيل وعدم قدرتها على إيقاف هذه الحرب والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية يهدد الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
 
وقال مسئول أمريكي رفيع المستوى إن إسرائيل "أظهرت أنها لا تستطيع القيام يتنفيذ عمليات عسكرية عالية الكثافة في أي مكان دون تجنب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، فالأمر لا يتعلق بالوصول إلى التخطيط لما بعد الحرب، ولكنه يتعلق الأمر بالوصول إلى وتيرة جديدة من شأنها أن تؤدي إلى تجنب سقوط ضحايا".
 
وتابع: "ما نضغط عليه هو حملة عسكرية محدودة، والسماح المدنيين بالعودة للحياة، لأن استمرار الحرب لأكثر من 100 يوم غير منطقي".
 
وأوضحت الصحيفة أن الـ24 ساعة التي سبقت وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل واحدة من أكثر الأيام دموية في غزة منذ بدء الصراع، حيث خلفت 250 قتيلًا، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 23٫900 من سكان غزة منذ بدء الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، ولم تبلغ الأمم المتحدة، التي تنشر تحديثًا يوميًا للأوضاع في القطاع، عن أي تغيير كبير في التكتيكات منذ التحول القتالي الرئيسي من شمال غزة إلى وسط وجنوب غزة.
 
وقال مارتن جريفيث، كبير مسئولي الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لا يزال الوضع مروعًا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، ومع تحرك العمليات البرية جنوبًا، تكثف القصف الجوي على المناطق التي طُلب من المدنيين الانتقال إليها حفاظًا على سلامتهم". 
 
وتابع جريفيث أن خطر المجاعة يتزايد يومًا بعد يوم، والحياة الإنسانية الكريمة أصبحت شبه مستحيلة.
 
وأضاف أن نحو 1.9 مليون من سكان غزة، أو 85% من السكان، نزحوا من مختلف أنحاء غزة، ويتكدس معظمهم في  مساحة أصغر من أي وقت مضى في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، فقط ليجدوا المزيد من العنف والحرمان، والمأوى غير المناسب، والغياب شبه الكامل للخدمات الأساسية.