د. أمير فهمي زخارى المنيا
- دهاء السادات لتأمين الاتصالات العسكرية المصرية أيام حرب 1973 من اختراق إسرائيل لها...
- قصة الرقيب أحمد إدريس صاحب كلمة السر في شفرة حرب أكتوبر 1973... قابل السادات وخطته غيرت تكيتك الحرب..
- اللغة النوبية هي لغة الشيطان كما اسميتها إسرائيل...
نبتدئ مقال اليوم...
أحمد إدريس الجندي المصري السابق صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية في الإشارات العسكرية بين أفراد الجيش المصري للحفاظ على سرية المعلومات لأن اللغة النوبية لم تكن شائعة الاستخدام كما أنها غير مكتوبة.
فاللغة النوبية هي لغة قبائل النوبة التي تنتشر بصفة رئيسية في مصر والسودان بالإضافة إلى عدة دول أفريقية وهي لهجة للحديث لكنها لا تُكتب ولا تُقرأ وتمتد جذورها إلى آلاف السنين كما تعد من أقدم اللغات على الأرض.
فبعد أن أخبر الجندي أحمد إدريس قادته في الجيش بالفكرة قُيد بالأغلال بأمر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي طلب إحضاره بشكل مفاجئ إلى مكتبه فانتابه الخوف ولكنه وجد الرئيس السادات يضع يده على كتفه ليطمئنه وأخبره أنه جاء به بتلك الطريقة حتى لا ينكشف أمر المقابلة.
وأخبر الرئيس أنه يمكن إرسال المعلومات باللغة النوبية ثم تدوينها باللغة العربية فأمر السادات بعد مقابلته مع إدريس بنشر 344 فردًا نوبيًا من الجيش المصري مع القادة لاستقبال الإشارات وإرسالها وكان لذلك دور في تأمين الاتصالات العسكرية في الحرب التي شنتها القوات المصرية إلى جانب القوات السورية ضد إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973.
ولأن الهم الأكبر لمصر كان تأمين شبكة الاتصالات بين مركز العمليات وقيادات الجيوش والمناطق في الميدان خاصة مع اختراقات الإسرائيليين للإشارات ومعرفتهم بالعربية فأن استخدام النوبية في 1973 بين مركز العمليات الرئيسي ومراكز العمليات الميدانية كان عاملًا مهمًا في إفشال اختراق الطرف الإسرائيلي لمعرفة نوايا الهجوم المصري وشكله واتجاهاته وتوقيته.
كُرم أحمد إدريس في عام 2017م من السلطات المصرية بوسام النجمة الذهبية وفي عام 2019م وفي لقاء متلفز تحدث عن سر الشفرة لأول مرة بعد أن سُمح له بالتحدث عنها كما أنتجت القوات المسلحة المصرية فيلم تسجيلي باسم الشفرة.
وفي 21 سبتمبر من عام 2021م أعلنت أسرته بالصحف المصرية عن وفاته وتم دفنه بمقابر الأسرة بمنطقة كينج ماريوت بالإسكندرية.
وهكذا كانت الشفرة النوبية من عوامل نجاح حرب 1973 ... شكرا للجندي النوبي أحمد إدريس و شكرا لدهاء السادات وربنا يرحمهما... تحياتي للجميع.
د. أمير فهمي زخارى المنيا