ياسر أيوب 
نجح جورج ويا وديديه دروجبا وصمويل إيتو ومحمد صلاح وكثيرون غيرهم فى أوروبا لكنهم بقوا أفارقة تملكهم بلدانهم ويلعبون لها معتزين بإسمها وعلمها .. الاستثناء الوحيد الأكبر والأشهر كان أوزيبيو دا سيلفا فيريرا المولود فى موزمبيق وفيها بدأ يحب كرة القدم ويلعبها فى أكثر من ناد محلى .. وسافر أوزيبيو 1960 وهو فى الثامنة عشر من عمرة إلى البرتغال ليلعب بعدعام واحد لنادى بنفيكا ..
 
واعتبرته البرتغال لاعبا برتغاليا انضم لمنتخبها 1961 ليصبح بعد قليل أهم لاعب فى البرتغال وأعظم لاعب فى تاريخ بنفيكا وهدافه التاريخى وأيضا أحد أكبر نجوم الكرة فى العالم كله .. وأحرز فى مشواره الكروى 473 هدفا منها 9 أهداف فى مونديال 1966 فى إنجلترا قادت البرتغال للمركز الثالث فى ذلك المونديال .. وكان فى 1965 صاحب الكرة الذهبية كأفضل لاعب فى أوروبا .
 
. وممكن جدا أن يطول الحديث عن أوزيبيو الذى منحه البرتغاليون لقب الملك وأطلق عليه الأوروبيون لقب اللؤلؤة السوداء والنمر الأسود أيضا وبقى يحترمه الجميع حتى وفاته 2014 ..
لكن الحديث الآن لابد أن يكون عن موزمبيق التى أنجبت أوزيبيو وسرقته منها البرتغال التى سرقت موزمبيق كلها سنينا طويلة وأحالتها لمستعمرة برتغالية .. وكانت البرتغال تعتبر الناس فى موزمبيق برتغاليين ولم تتأسس أندية للكرة فى موزمبيق إلا لخدمة أندية البرتغال .. فكان لكل ناد برتغالى ناد آخر فى موزمبيق يلعب فيه الصغار ومن يثبت موهبته يتم ترحيله إلى البرتغال ..
 
وكثيرون من موهوبى موزمبيق أصبحوا برتغاليين ومنهم كارلوس كيروش المدرب الشهير المولود أيضا فى موزمبيق ..
 
ولم يمتلك أهل موزمبيق بلدهم وحياتهم ويستردوا حقوقهم إلا بعد الاستقلال عن البرتغال فى 1975 ..  وفى نفس السنة أسسوا اتحادهم الكروى وأصبح لهم لأول مرة منتخب يحمل اسم بلدهم ولعب مباراته الأولى 1975 أمام زامبيا وفاز منتخب موزمبيق على زامبيا التى تلعب الكرة منذ 1929 .. وفى العام التالى بدأ الدورى فى موزمبيق الذى اشتهر بإسم موسامبولا ..
 
ولم ينجح منتخب موزمبيق فى التأهل لنهائيات أمم أفريقيا إلا فى 1986 ثم ثلاث نهائيات أخرى فى 1996 و1998 و2010 .. وأصبحت موزمبيق مثل بلدان أفريقية أخرى كثيرة كان من الممكن أن تكون أفضل فى كل مجالات الحياة وليس فى كرة القدم فقط  لولا استنزاف أوروبا لثرواتها وممتلكاتها ونجومها أيضا ..
وتلعب مصر اليوم أمام موزمبيق فى بطولة الأمم الأفريقية الحالية فى كوت ديفوار .. ومع كل الاحترام لقواعد كرة القدم وجنونها وغرائبها ومفاجآتها .. إلا أنه من الطبيعى أن تفوز مصر اليوم وهى تبدأ مشوارها حالمة باللقب الأفريقى الثامن .. حلم جميل ومشروع وليس مستحيلا ويستطيع تحقيقه محمد صلاح وزملاؤه
نقلا عن المصرى اليوم