أيمن زكى
في مثل هذا اليوم استشهد القديس اوساغنيوس وقد كان جنديا في عهد الملك قسطنطين الكبير. وكان كثير الرحمة وحدث ان الملك قسطنطين لما رأي علامة الصليب لم يفهم معناها لأنه لم يكن قد آمن بعد. سال هذا الجندي فعرفه أنها علامة السيد المسيح. فطفق الملك يفكر في هذا الأمر وخصوصا في تلك الجملة التي كانت مكتوبة علي علامة الصليب وهي " بهذا تغلب " ولما كان الليل ظهر له السيد المسيح في حلم وأراه علامة الصليب وأمره ان يصنع أعلام جيشه علي مثالها. وفي الصباح فعل الملك ما أمر به الرب فانتصر علي أعدائه، ودخل رومية ظافرا. واصبح من ذلك الحين مسيحيا. وأقام منار دين المسيح في المسكونة كلها.
وعاش اوساغنيوس الجندي حتي بلغ من العمر المئة والعشرين سنة ووصل إلى زمان يوليانوس الملك العاصي. وكان يوما ما مارا في أحد شوارع إنطاكية فوجد اثنين يتخاصمان. فأوقفاه ليحكم بينهما نظرا لشيخوخته الموقرة. فحكم لهما بما أرضاهما فسعي به بعض الأشرار لدي الملك يوليانوس بأنه جعل نفسه حاكما للمدينة. فاستحضره الملك وانتهره قائلا له: من الذي أقامك حاكما وقاضيا فأجابه اوساغنيوس بجرأة إنني لست حاكما ولا قاضيا ولكنك أنت تركت عبادة اله السماء الذي روحك في يديه وسجدت للأوثان النجسة ولم تقتف اثر الملوك الذين قبلك. لقد أقمت في الجندية مع الملك البار قسطنطين ستين سنة ومع أولاده من بعده فلم أر اشر منك.
فحنق الملك عليه جدا وأمر بصلبه ووضع مشاعل في جنبيه ففعلوا به كل ذلك وهو صابر حبا في السيد المسيح. وأخيرا أمر الملك بقطع رأسه. ولما اقترب منه السياف طلب منه ان يمهله حتى يصلي، ولما انتهي من صلاته قطعوا رأسه المقدس ونال إكليل الشهادة.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...