بقلم: السيناريست جرجس ثروت
العامل أو العنصر المضاد في الدراما ( Antagonist) هو شخصية أو مجموعة شخصيات وأحيانًا مؤسسة، تمثل ما يعاكس ويُضاد ما يفعله البطل, ويؤمِّن به في الشكل الكلاسيكي من القصص, حيث يحتوي النسيج القصصي على بطل يقاتل شريرًا، يمكن اعتبار الاثنين كعامل رئيسي وعامل مضاد على التوالي غالبًا، يُصبح العامل المضاد هو الشخصية أو المجموعة، أو القوة الميتافيزيقية (ما وراء الطبيعة) التي تمثل العقبة الرئيسة وتقاوم وتحاول هزيمة البطل والانتصار عليه, كما أن العوامل المضادة ليست بالضرورة تكون بشرية، فغالبًا ما توفر قوى الطبيعة والعوامل النفسية العنصر المضاد.
هذا ما تجسده معظم القصص الدرامية والروايات, صراع الخير والشر الذي احترفته السينما الهندية، وتدور معظم أفلامهم حول هذا المضمون, وعندما نذكر هذا النوع من الدراما، نتذكر الدراما الكونية منذ خلقة آدم وأولاده هابيل وقايين, حيث اعتدى الأخير بالقتل على أخيه، وبدأ الصراع بين الخير والشر منذ القِدم, بل ومن قبل الخليقة، عند سقوط كوكب الصبح، وكان رئيس ملائكة، وسقط ومعه كل جنده وأصبح الشرير "سطانئيل", أكتب عن ذلك؛ لأن هذه الدراما يصيبنا جزء أو كل منها على حسب موقعنا في الحياة, ولكني أريد أن أذكر بالوعد الإلهي "مبارك شعب مصر" أش 19 – 25, ومنذ أن قدَّسها السيد المسيح له المجد, وجاء إليها طالبًا السلامة، وصارت قدسًا ثانية وتقدس كل ترابها.
لم تهدأ قوى الشر والظلام منذ فجر التاريخ, وصارت تحارب الوعد الإلهى بالبركة لأرض وشعب مصر, وجاء إليها الغزاة من كل صوب، وحكمها حتى العبيد، وكوَّنوا فيها مُلكًا ودولة, وإلى يومنا هذا، يحاول الشرير بأعوانه أن يسلب المصريين فرحهم, ووعد البركة منهم؛ حتى يفقدوا رجاءهم بعد أن سلبهم حريتهم وكرامتهم, مصر الغنية التي أشبعت العالم أيام المجاعة عندما كان يوسف الشاب العبراني رئيس وزرائها, صارت مصر تستورد طعام سكانها, ونقلوا عنها ما يُعادل مليارات الدولارات ذهب إلى خزائن أخرى اجنبية, ومع أنها تملك لليوم أن تعطي ربع أوربا معونات كما صرحت السيدة "كاترين أشتون"، النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية, ومع ذلك، نراها تطلب القروض، وترزح تحت نير الظلم والسرقة والفقر والجهل وكل مرض, هذا جزء من الصراع بين الخير والشر على أرضها أن تظل هكذا مسلوبة.
كل مصري يعرف ويصدق أنها مباركة, ويا لعظمة هذا الشعب الذي يُعطي ولا يقهر، يقدم نفسه بكل بسالة، وفي شجاعة منقطعة النظير للموت دفاعًا عن حريته, تسأله عن حاله يرد بتلقائية "الحمد لله على كل شيء"، ويقبل يديه كعلامة شكر للخالق، حتى في وقت محنته وآلامه, في الوقت الذي يرد كل شعوب الأرض fine، وكفى، ويشكرك أنت كسائل, شعب تقي طيب شاكر في كل حين, ومنتصر على كل قوى الشر والإحباط التي تكفى لنهاية حياة شعب, هذا هو المصري العظيم حفيد الفراعين لا يعرف اليأس, يستحق الحياة الكريمة بجدارة؛ لأنه أول من صنع الحضارة, وسينال العزة والكرامة مهما طال الزمن ومها سال الدم.
المصريون يطلبون الرب بكل قلوبهم, وما أروع!!! الحقيقة أنه حان وقت تدخله والاستجابة سواء طلبوه أو لم يفعلوا, حتى وسط الإيمان القليل؛ لأن الوعد لابد ويتحقق, وهذه الأيام هي وقت استحقاق صرف شيك "مبارك شعب مصر" الأزلي الأبدي الموقع على بياض ولحامله، والمصريون هذه الأيام في طريقهم لبنك الملك العظيم يحملون الشيك, وعليه توقيع ملك الملوك، ويستحيل أن يكون بدون رصيد؛ لأن خزائنه أعظم من كل شعوب وثروات البشر, مبارك هو الرب الذي استجاب لأنين المصريين بهذه السرعة وقصر أيام الشر, وانتصر الخير على الشر, فقط ننتظر اليوم أن نرى يدك القوية؛ ليعرف الجميع أنك خلصتهم بذراع قوية من الشرير وجنوده.