كتبها Oliver
ثورة الرضيع: لم تعرف إسرائيل من قبل أن رضيعاً هدد عرش الملك.حتي أن هيرودس أصدر أوامره بقتل جميع الرضعان؟ هل خشي الملك من ثورة الرضع؟هكذا ملوك الأرض يجلسون علي عروش واهية ينخرها السوس.كراسيهم متهالكة.عند مولد الحق يرتعدون.في كبرياءهم يهددون الجميع ولكن مولد طفل المزود يرهبهم كالأتون.كأنما يجلسون علي عروش من قش. منذ مولدك و أنت رضيع تخشاك الملوك؟ تحرك ضدك الجيوش و تفشل؟ تطاردك فما تهمتك؟رضيع أنت فبأي شيء سيتهمونك؟ هكذا شيم الثوار.مخيفون للملوك إن ساروا في الحق.يطاردونهم من شارع إلي شارع يريدون أن يوأدوا ثورتهم فما ينجح الظالمون.و إن تركوا عويل و بكاء في الأزقة.و إن صارت راحيل تصرخ و لا تريد أن تتعزي.يكبر هؤلاء حتي يصبحوا المائة و أربعة و أربعين ألف بتوليين علي كراسيهم السماوية.هؤلاء الذين ملكوا فيما فقد الملوك الذين قتلوهم عروشهم.
يفشل مطارديهم.و تنكسر الجيوش أمامهم بغير سلاح.ثائر فيما أنت هارب.يبحثون في كل مكان عن المولود الثائر.الجميع يبحثون.و في قلب كل منهم أشواق مختلفة.الرعاة يريدون أن يرون من ترنمت بإسمه الملائكة.المجوس يريدون أن يبصروا من غَيَر مسار النجوم.يوسف يركع متأملاً لمن غير قواعد الطبيعة و ولد من غير زرع بشر.الملائكة تحوم حول المزود لأنه عرش الملك العظيم.هيرودس يرسل جنوده تطوف الشوارع و الأزقة تسأل أين الثائر الذي هدد عرش الملك؟ هيرودس قلق علي كرسيه لأن رضيعاً جالساً في حجر أمه يشع من وجهه نور يهدد بوداعته عرش روما؟
من سمَاك ملك اليهود فيما أنت لم تزل راضع ثدي أمك؟ كيف أخفت الشرق كله ؟ لم أسمع أنك أظهرت جبروتاً أو أعلنت سرك لأحد؟ كيف جعلت بلاداً كانت واثقة بقوتها تبيت منزعجة بسببك؟كيف أَرقت مضاجع الولاة؟ سارت الجنود تبحث وراءك بلا هدف و لا ملامح.تقتل الجميع علي الهوية.هذا رضيع فإقتلوه لعله هو المسيا؟ هكذا في كل الثورات.يقتل القاتلون علي الهوية.أنت عنواناً يصلح لكل الثورات يا سيدي.
فى يد طفل المزود يصبح القش أقوى من السيف.يصبح المزود أبهى من عروش الأباطرة.تصبح العذراء أعظم من كل الملكات.يصير يوسف النجار أعظم من كل الرجال.فى يد الطفل الرضيع تتغير الدنيا.
يخشي الطغاة الثورة و هي رضيع.يريدون أن يوأدونها مبكراً.لكنهم في كل حقب التاريخ يفشلون.لأن كبرياءهم لا يدعهم يبصرون الحقيقة بل هم منحصرون في ذواتهم.