محرر الاقباط متحدون
"لتنمِّ العذراء مريم، أم الله وأمنا، محبتنا للطفل يسوع ولجميع الأطفال، ولاسيما للذين تمتحنهم الحروب والظلم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
بمناسبة عيد ظهور الرب تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس؛ وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة استهلّها بالقول نحتفل اليوم بعيد ظهور الرب، أي ظهوره لجميع الشعوب الذين يُجسِّدهم المجوس. إنهم باحثون حكماء، بعد أن سمحوا لظهور النجم بأن يسائلهم، انطلقوا في مسيرة ووصلوا إلى بيت لحم. وهناك وجدوا يسوع "مع مريم أمه"، فسجدوا له وقدموا له "ذهبًا وبخورًا ومرًّا".
تابع البابا فرنسيس يقول رجال حكماء يعترفون بحضور الله في طفل بسيط: ليس في أمير أو في نبيل، بل في ابن أناس فقراء، ويسجدون أمامه ويعبدونه. لقد قادهم النجم إلى هناك، أمام طفل؛ وهم، في عينيه الصغيرتين والبريئتين، رأوا نور خالق الكون، الذي كرّسوا حياتهم للبحث عنه.
أضاف الأب الأقدس يقول إنها خبرة حاسمة بالنسبة لهم ومهمة بالنسبة لنا نحن أيضًا: في الطفل يسوع، في الواقع، نحن نرى الله الذي صار إنسانًا. لننظر إليه إذن ولنتعجب من تواضعه. إنَّ التأمل بيسوع، والمثول أمامه، عبادته في الإفخارستيا: ليس مضيعةً للوقت، وإنما هو أن نعطي معنى للوقت؛ إنه أن نجد مجدّدًا مسار حياتنا في بساطة صمت يغذي قلوبنا. ولنجد أيضًا الوقت لكي ننظر إلى الأطفال، الصغار الذين يتحدثون إلينا أيضًا عن يسوع، بثقتهم، واندفاعهم، ودهشتهم، وفضولهم السليم، وقدرتهم على البكاء والضحك بشكل عفوي، وعلى الحلم. هكذا هو الله: طفل، واثق، بسيط، محب للحياة، وحالم. إذا وقفنا أمام الطفل يسوع وبصحبة الأطفال فسنتعلم أن نندهش وسننطلق مجدّدًا بشكل أبسط وأفضل، مثل المجوس. وسنكون قادرين على التحلي بنظرات جديدة ومُبدعة إزاء مشاكل العالم.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنسأل أنفسنا إذن: هل توقفنا خلال هذه الأيام للعبادة، هل تركنا فسحة ليسوع في الصمت، في صلاتنا أمام المغارة؟ هل خصصنا وقتاً للأطفال لكي نتحدّث ونلعب معهم؟ وأخيرا، هل يمكننا أن نرى مشاكل العالم من خلال عيون الأطفال؟ لتنمِّ العذراء مريم، أم الله وأمنا، محبتنا للطفل يسوع ولجميع الأطفال، ولاسيما للذين تمتحنهم الحروب والظلم.