مدحت قلادة
الاف الاديان في العالم ومعها ألهة متنوعه، كل إنسان يختلف إيمانه عن الاخر، ولكن مهما اختلف الإيمان بين البشر فالواقع ان كل إنسان بأعماله يترجم ايمانه، و بمناسبة احتفالات راس السنة وعيد الميلاد نتحدث عن المسيحية التي تتميز عن غيرها من الاديان بانها دين الحب بل اهم صفة لله يفتخر بها المسيحيين هي ان "الله محبة" وتعتبر عظة السيد المسيح على الجبل في انجيل معلمنا متى الرسول الإصحاح الخامس هي دستور المسيحية بل دستور للانسانية في ارقي صورها بلا منازع.
مع قرب نهاية العام يحتفل العالم بميلاد المسيح فميلاد المسيح يختلف عن اي ميلاد لانه بساطة يحمل رسائل هامة للعالم أهمها حب الله للبشرية "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يو 3: 16)، فالميلاد هو رسالة حب الله للبشرية وبداية طريق الخلاص فلولا الميلاد ما كان الصلب وما كانت القيامة، بالميلاد عاش السيد المسيح رحلة الانسان لذلك قيل عنه في الكتاب المقدس "لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ". (عب 2: 18). "الميلاد هو رسالة حب الله للبشرية وضع نفسه حتي الموت لاجل أحبائه".
بالميلاد يدرك العالم معني الحب الحقيقي، فالحب الحقيقي لا يقاس بعمق الكلمات إنما الحب من خلال افعال، فالحب الحقيقي حياة عاشها السيد المسيح على الارض فتحمل اللام المطاردة والهروب لمصر ليبارك شعبها وأرضها طبقا لنبوءة اشعيا النبي: "مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ". (إش 19: 25). وتتنوع الآلام التي عاشها السيد المسيح من اليهود ومن الأصدقاء الذي اختارهم هو شخصيا فمنهم من باعه بثلاثين من الفضة ليسلمه، ليلطم ويجلد واخيرا موت الصليب، الميلاد رسالة خاصة لكل إنسان رسالة حب وفداء فموت السيد المسيح على الصليب فداءا لكل البشرية وقيامته قيامة لكل البشرية.
الميلاد ترجمة حقيقة لمعني الحب فالالتزام لمن تحب والوفاء بالوعد وبفداء من احببت صفة تترجم الحب وتؤكد على وجود الله في كل تجربة يمر بها الانسان. كما قال حكيما ان كل طفل يولد حديثا يحمل معه رسالة ان الله لم ييأس من البشرية وبالتالي تجسد الكلمة يحمل اعظم رسالة حب الله حتي المنتهي للبشرية.
تري هل تقبل هذا الحب اللا محدود للبشرية؟
اخيرا الميلاد ليس معناه ان الله مولودا لانه الله أزلي، ولكن الميلاد هو تجسد أقنوم الكلمة في صورة إنسان، الميلاد ليس معناه ان الله اتخذ زوجة وانجب منها إلها صغيرا، نحن المسيحيين لا نعبد السيدة العذراء، الميلاد يؤكد ان لله ثلاثة اقانيم مثل الشمس قرص الشمس و حرارة ونور ولا ندعي ان هناك ثلاثة شموس، فاخواتنا المسلمين يؤمنون بصفات الله انه الرحمن الرحيم ونحن نؤكد ان الأب والابن والروح القدس إله واحد، وسبق ان كتبت لاحد التنويريين ردا علي مقال له في ايلاف بدأت خطابي له بكلمات ليدرك معني ايماننا "باسم الله الكائن بذاته الناطق بكلمته الحي بروحه" الإله الواحد امين .
لك الحق في ان تؤمن بالميلاد ام لا تؤمن هذا شأن خاص ولكن ثق ان نوع إيمانك تترجمه أفعالك، وأفعالك تعكس نوع إيمانك.
فإن كنت تؤمن بان الله محبة سوف ينعكس ايمانك علي أفعالك من حب وبذل لجميع البشر بلا استثناء فالله المحب يشرق شمسة علي الأبرار والاشرار ، وإن كنت تؤمن ان الله هو السادي الذي يفرح بسفك الدماء فستكون اعمالك تترجم هذا الإيمان . و ان كنت تؤمن ان إلهك اعطاك توكيل منه شخصيا فسوف تتعامل بنرجسية دينية و تبيح الرجم و القتل والاغتصاب اعتمادا علي هذا التوكيل
إن عالمنا اليوم يحتاج الي ان نتذكر ميلاد رب المجد يسوع لندرك مدى قوة وعمق الله البشرية ، فلنعش بحب بعضنا لبعض
لان هذه هي اهم صفة في المسيحية كما كتب في الانجيل المقدس "
"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ." (1 يو 4: 7).
كل عيد تجسد الهي وبلادنا والعالم بخير
مدحت قلادة