د. أمير فهمي زخارى المنيا
اللغة القبطية فى مصر'> اللغة القبطية فى مصر'>كيف اندثرت اللغة القبطية فى مصر'> اللغة القبطية فى مصر؟
1- اللغة القبطية هي اللهجة الدارجة للغة المصرية القديمة في آخر مراحلها (الديموطيقية)، مكتوبة بحروف يونانية بعد إضافة سبعة حروف من الديموطيقية تمثل الأصوات التي ليس لها مقابل في اللغة اليوناني.
٢- في خلافة (الوليد بن عبد الملك الأموي) عام [٧٠٥ مـ] أُعلنت اللغة العربية لغة رسمية في القطر المصري بدلاً من اللغة القبطية، وعمل على نزع الكتابة من أيدي الأقباط العاملين في الدواوين الحكومية تحت رئاسة قبطي يدعي (أنثاس) وكان قبلها أميناً على بيت المال (وزير المالية).
٣- لما رأى الأقباط أن هذا التغير سيفقدهم وظائفهم، اضطروا على تعلم اللغة العربية، فظهر ما يعرف باسم السلالم (كتابة الكلمات العربية بأحرف قبطية)، وهو عكس ما هو معمول به في الخولاجي ( كتاب صلاه مسيحي ).
٤- أمر (الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان) بتعريب الكتاب المقدس، وهو النسخة التي قام بترجمتها (سعادة بن يوسف) 892 - 942 ميلادية، وكذلك ترجم بعض الكتب المسيحية.
٥- ما لبثت اللغة القبطية أن تلقت الضربة القاسمة على يد الخليفة الفاطمي (الحاكم بأمر الله) عام [٩٩٦ - ١٠٢١ مـ] الذي أصدر أوامر مشددة بإبطال استخدام اللغة القبطية تماماً في البيوت والطرقات والمدارس، ومعاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه، كما أمر بقطع لسان كل أم تستخدم تلك اللغة مع أولادها في المنزل، وقد كان ينزل بنفسه إلى الشوارع مع جنوده ويتجسسون على أبواب البيوت ليرى ما إذا كان هناك أحد يستخدم اللغة القبطية.
٦- كان البطريرك (غبريال بن ترك) في عام [١١٣١ - ١١٤٦ مـ] أول من صرّح بقراءة الأناجيل والعظة وما إلى ذلك، باللغة العربية في الكنائس، يليها قراءتها باللغة القبطية كما هو الوضع القائم حتى اليوم.
٧- ببلوغ القرن الثالث عشر، كانت اللغة السائدة هي اللغة العربية، وأخذ علماء الأقباط، مثل أولاد العسال، جرجس بن العميد، أبو شاكر بن الراهب، القس بطرس السدمنتي، ولقد كان أول من ألّف كتاباً مسیحياً باللغة العربية هو الأسقف (ساويرس بن المقفع).
٨- يقول العلامة (ماسيرو) في محاضرة له ألقاها سنة [١٩٠٨ مـ]: «أنه من المؤكد أن سكان صعيد مصر كانوا يتكلّمون ويكتبون اللغة القبطية في السنين الأولى من القرن السادس عشر، في أوائل حكم الأتراك».
٩- يقول (المقريزي)، المؤرّخ العربي المعروف في القرن الخامس عشر: «والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي، ونصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلّمون إلا القبطية الصعيدية».
١٠- وفي القرن الثامن عشر ظهرت اللغة القبطية المكتوبة بحروف عربيّة كما هو الحال قائم إلى الآن، لما قاربت على الزوال.
تقول د. سيدة الكاشف في كتابها (مصر في عصر الولاة): «بدأ العرب بعد فتح مصر بأقل من نصف قرن يتجهون إلى تعريب البلاد، وإلى جعل اللغة العربية لغة رسمية، وذلك لعدم معرفتهم باللغة القبطية، كما تم ترجمة الإنجيل وعدة كتب دينية مسيحية أخرى إلى اللغة العربية، وذلك ليعرف المسلمون إذا كان في هذه الكتب ما يمس الدين الإسلامي بسوء، وقد ساعد التعريب على شيوع اللغة العربية وانتشارها بين الموالي والأقباط، فأصبحت اللغة العربية لغة الدواوين، كما بدأت تظهر طبقة الكتَّاب، كذلك أصبحت اللغة العربية لغة الإدارة، فضلاً عن أنها لغة الثقافة، بالإضافة إلى كونها اللغة السياسة والدين».
أن اللغة العربية ليست لغتنا، بل هي لغة أجنبية. لغتنا هي العامية. هذا هو الرأي السائد عند أغلب العلماء والباحثين الثقاة. فاللغة العربية فرضت على المصريين، وهي بالتأكيد ليست لغتهم القومية أو لغة الأم وفقا للتعريف العلمي.
في الجزء الثالث من مقاله "الأقباط" سأتكلم عن "قرية الزينية في صعيد مصر تحافظ على تراثها اللغوي وتتكلم القبطية" تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا