محرر الأقباط متحدون
مع بداية العام الجديد أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الأسقف المعاون للاتين على أبرشية كييف المطران Oleksandr Yazlovetskiy الذي تحدث عن تبعات الهجمات الصاروخية الأخيرة التي لم تسلم منها العاصمة الأوكرانية، متطرقا إلى المساعدات التي تقدمها هيئة Caritas Spes إلى المحتاجين، وأكد أن الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات لا يترددون في مد يد العون إلى الشعب الأوكراني الذي يشكل بدوره مصدر إلهام لرعاة الكنيسة.
عيدا الميلاد ورأس السنة في أوكرانيا طُبعا بالنتائج المأساوية للهجمات الصاروخية الروسية في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي والتي استهدفت حوالي مائة وعشرين مدينة وقرية وألحقت الأضرار بمئات البنى التحتية المدنية، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسين شخصا، بينهم ثمانية وعشرون قضوا في العاصمة وحدها، وقد أُعلن الأول من الجاري يوم حداد في كييف.
استهل المطران Yazlovetskiy حديثه لموقعنا الإلكتروني متوقفا عند الحدث المأساوي الذي شهدته كييف صبيحة الجمعة الماضي، وقال إن السكان استيقظوا على دوي انفجارات عنيفة جدا، قبل أن تبدأ وسائل الإعلام بنشر معلومات حول الخسائر البشرية، فاتضح للجميع هول المأساة. ولفت سيادته إلى أنه وفقاً لتقديرات وسائل الإعلام الأوكرانية بلغت كلفة هذا الهجوم الصاروخي الروسي مليار ومائتين وسبعين مليون دولار تقريباً. وأضاف: تصوروا حجم الأموال التي أُنفقت بهدف زرع الرعب والتهويل على السكان، إن حصيلة الضحايا في أوكرانيا تشمل المدنيين فقط، علما أن هناك عدداً كبيراً من الضحايا في صفوف العسكريين والأشخاص العاملين في المنشآت العسكرية.
الأسقف المعاون على أبرشية كييف للاتين يرأس أيضا هيئة Caritas Spes وأراد أن يتحدث عن النشاطات التي تقوم بها الهيئة الخيرية الكاثوليكية وروى أن تبعات الهجوم الصاروخي الأخير تطلبت جهوداً حثيثة ولفت إلى وجود تعاون بين كاريتاس والكنيسة الكاثوليكية اللاتينة وكنيسة الروم الكاثوليك من أجل تنفيذ المشاريع التي أطلقت في الماضي فضلا عن العمل على مشاريع جديدة. وأضاف سيادته قائلا: يسرنا أن نساهم في عملية إعادة إعمار بيوت الضحايا الجارية في بعض المناطق إلى جانب عدد من المنظمات الحكومية والخيرية. وأشار إلى أن ما يُصنع اليوم ليس إلا نقطة واحدة في المحيط، في وقت يتواصل فيه الدمار كما يمكن أن يرى الجميع، مع ذلك تستمر كاريتاس في مد يد العون إلى الأشخاص وتسعى إلى إعطائهم الأمل والرجاء. وأضاف أنه قام بزيارة إلى عشرات المهجرين الذين يقيمون في مركز تابع لهيئة كاريتاس في محلة فازيلكيف القريبة من كييف، موضحا أن هؤلاء نزحوا عن المناطق الشرقية، ومعظمهم فقدوا كل شيء.
تابع المطران Yazlovetskiy لافتا إلى أن Caritas Spes ما تزال تقدم المساعدات الغذائية للأشخاص المحتاجين، وهي تدعم برامج لتوفير وجبات ساخنة في عدد من المناطق الأوكرانية، كما تقدم للمحتاجين قسائم تمكّنهم من شراء الأدوية. وعبر سيادته في هذا السياق عن امتنانه الكبير لشبكة كاريتاس الدولية، لاسيما في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، على المساعدة التي بدونها لا يمكن أن يُساعد المحتاجون في أوكرانيا، على الرغم من تراجع اهتمام الرأي العام العالمي بما يجري في البلاد. في الختام شاء الأسقف المعاون على أبرشية كييف للاتين أن يوجه كلمة شكر إلى جميع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذين يقفون إلى جانب السكان المتألمين، لافتا إلى أن الدور الذي يلعبه هؤلاء بالغ الأهمية في هذه الأوقات الصعبة لأن الأشخاص بحاجة إلى سماع كلمة الله، ولأن الله وحده يمكن أن يمنح الناس التعزية الحقيقة.